رُخْصة مرور للسّرير - هلال الفارع

يا قُدسُ،
يا مَدينَةَ البَشائِرْ
يا قلْبَ كُلِّ صابِرٍ،
وَرُوحَ كُلِّ ثائِرْ
هذا خِطابُ لاجِئٍ بِروحِهِ يُقامِرْ
مِنْ بعدِما أَفْنَتْ جميعَ ما لَدَيْهِ لُعبَةُ الخَسائِرْ
تِلْكَ التي يُديرُها التُّجَّارُ في المَدائِنِ الضَّرائِرْ!
***
يا قُدسُ،
يا أُطْروحَةً تَرْغُو بِها الأَشْداقُ في المَنابِرْ
إِيَّاكِ أَنْ تُصَدِّقي مَعارِكَ الحَناجِرْ
إِياكِ أَنْ تُصَدِّقي حِكايَةَ النَّفيرْ
فالحُلْمُ،
- حتَّى الحُلْمُ –
في أَوْطانِنا عَسِيرْ
والْحُرُّ فيها،
لم يَزَلْ لِعَبْدِها أَجِيرْ
وكُلُّنا في مَوْكِبِ الكَبائِرْ
نَسْعَى إِلى السَّعيرْ
***
يا قُدسُ،
يا مَدينَةَ البَشائِرْ
إِيَّاكِ أَنْ تَسْتَمِعي لِنَخْوَةِ العَشائِرْ
فَكُلُّ ما تَمْلكُهُ،
هِراوَةٌ وَناقَةٌ عَقِيرْ
يَقودُهَا – على الطَّوى – مُحارِبٌ ضَريرْ!
إِيَّاكِ أَنْ تَنْتَظِري إِفاقَةَ الضَّمائِرْ
فَهذِهِ القَبائِلُ التي تَكالَبَتْ على النَّذِيرْ
يَنْقُصُها الضَّميرْ!
***
يا قُدسُ،
يا إِباءَنا الأَسيرْ
هذا خِطابُ لاجِئٍ مُمْتَهَنٍ كَسِيرْ
دارَتْ عليهِ في النَّوَى الدَّوائِرْ
وََضاعَ دَرْبُهُ..
فَضَيَّعَ المًَصيرْ
هذا خِطابُ لاجِئٍ ضاقَتْ عَلى خُطْوَتِهِ المَعابِرْ
وَأَوْصَدَتْ بِوَجْهِهِ أَفْواهَها المَقابِرْ
فَجَدَّ في المَسيرْ
حَتّى تَجاوَزَتْ خُطاهُ حافَةَ الشَّفِيرْ
إِيَّاكِ أَنْ تُفَكِّري بِعَوْدَةِ المُسافِرْ
فقدْ قَضَتْ مَدائِنُ التَّخْديرْ
أَلاَّ يُطيلَ بَيْنَها عُصْفُورُكِ المُهاجِرْ
جَناحَهُ القَصيرْ!
***
يا قُدْسُ،
يا إِباءَنا الأَسيرْ
لا تَسْأَلي التَّحريرْ
لا تُكْثِري الدُّعاءَ في الشَّعائِرْ
وَلْتَهْنَئِي بِأَسْرِكِ الصَّغيرْ
فَهذِهِ العَواصِمُ الحَرائِرْ
تَقْتاتُ مِنْ أَثْدائِها في أَسْرِها الكَبيرْ
وَتَصْطَلِي حَرارَةَ الهَجِيرْ
لِيَسْتَظِلَّ في قُصورِها،
وَيَحْتَمي بِها الخَفيرْ
وَعِنْدَما يَأْوي إِلى فِراشِهِ،
يَطْلُبُها لِمَخْدَعِ العَشِيرْ
فَتَسْتَحِمُّ في دُمُوعِها أَمامَ سادَةِ المَخافِرْ
لِيَمْنَحُوها رُخْصَةَ المُرورِ للسَّريرْ!
***
يا قُدسُ،
لا تَسْتَنْجِدي،
لا تَطْلُبي النَّصيرْ
فهذِهِ عَواصِمُ القَصْديرْ
في الرَّمَقِ الأَخيرْ
وهذِهِ مَدائِنُ الصَّغائِرْ
تَكْتُبُ تاريخَ الفَضاءِ مِنْ على البَعيرْ
وَتَرْتَضي واقِعَها المَريرْ
... في الزَّمَنِ الحَقيرْ!!!