انحناءة الريح للسنبلة - يوسف الديك

خذ ما تبقى من دمٍ
في جلد وجهك
صامتاً ..
وانضُ الغبار عن الحقيبة
لا تُغنّي مع الذلّ / السلامة ..!!
خذ ما تبقّى من جراحك
وارتحل
واصفع الأبواب
لا تنظر وراءك
حين تمضي ساخراً من كلّ شيء
سوف تتبعك الكرامة .
******
قالت الطرقات :
لا تنسى خطاك على رصيف الذكريات
ولا تمارس وحدة النزف المضرج ِ
في النصوص وفي الحواشي
منذ بداية التاريخ ... مثلما يأتي / يغيب
تلك مأساة الغريب
ربّما ... تتشابه الرؤيا ..وتختلف المعاني
بين مفهومين يختزلان الكون
قلتُ ..قد تنأى بنا أيامُنا عنّا
ثم تمحو بعضَنا فينا ومنّا ..
تلك مهزلة الطبيعة / عنوان التلاشي
لولاكِ يا قمر الحليب المرّ ...
سأملأ الدنيا عويلاً
أنا من تعجّب كيف لم ..
يتفجّر الشريان كالبركان من ضجرِ
يخلّفه ...فتورُكِ واندهاشي..!!
وتسأليني عن غدٍ لم يأتِ
كي تعتب علينا ..كل ما اقترفت يدانا من خطايانا
نقشناها رسومات معلّقة على أسوار ماضينا
هي أمسنا ..
هي همسنا
هي ما تبقّى من مواجع رمسنا
وما قد ظل فينا كي يواسينا
فيقتلنا....
وفي عبثٍ يباغتنا
فيشعل حسّنا عبثاً .. و يحيينا
ماذا تركنا ..كي نراود ما مضى من ليلنا عن نفسه
ونقول ...
- مهزلة الفراغ
- الانتظار
- الانحسار
- الانكسار ... والانكماشِ
حزن البلاط على الخطى
برد .. السرير
وعبرات تبلّل ما ترك الحنين على رموشك
أو فراشِي
*******
سأمرّ عن كلّ المراحل
تاركاً
من كلّ شيءٍ نصفه ..
سيجارة لم تشتعل
تفاحة لم تكتمل
وحبيبة ... تأتي تسلّم ، تحسدني عليها
ثم تلملم الأوراق ..تخفي وجهها
وتغلق كلّ باب تأتي منه الريح
تتركني شظايا في الزوايا
ونحو صمتٍ ترتحل ..!
سأمرّ عن حلم الطيور بكوة تفضي لأعشاش الطفولة والزغب
لحنينها ... للأغنيات
قد أواسيها وأبكي مثلها / معها علينا
لا تلوموا الطائر المذبوح شوقاً للندى خلف الضباب
لا تلوموا عاشقاً .. حمل الحقيبة صامتاً
ومضى يظلّله السحاب
كل الحلول ..تساقطت وتكسّرت
فلا ملام بعد هذا العمر يجدي أو عتاب ..!!
هو وحده ...
وجعاً تناسل حزنه
قمر الحليب المرّ
في درب السراب ..!!
***
23/11/2009