حلّفْتُكِ بالله - يوسف الديك

بعضُ الشعرِِ يحيّر كلّ الناسِ
يحرّر في خفقاتِ القلبِ النبضِ.
بعض الحبّ .. يدمّر وسوسة الخنّاس
يغيّر .. شكلَ الكونِ و وجهَ الأرضْ .
خذيني سيدتي للقبرِ ..
أزور تراباً محتملاً لسكوني
أبذره بالفستق والكلماتْ
...من حقّي أن أتأكد من ذرّات التربة ،
نسبة أملاح البوتاس بها
هشاشتها ، وخصوبتها قبل مراسيم الدفن
أضمنُ مستقبلَ أعضائي
بين أحبّائي .. الأمواتْ
لعلّ الأرصفة الغافية على الزهر تهدهدنا
سمّار الليل يعيدون نشيدَ النصر ِعلى أسماعِ الغافين
أصيخي للصوت الآتي من همس بنفسجةٍ
تتقن لسع النحلِ، و سبع لغات.
وعليها يطرب جذع نخيلٍ يبسّه القلق ..
تمشّط بنت الجيران جدائلها ....
تنسى غرّتها في المرآة ...
يراودها ، عن عينيها مرواد الكحل على نافذتي
تتأخر عن أول درسٍ ..
تتكسرّ في الصفّ شبابيك اللهفةِ
أستاذ التاريخ .. المبحوح ..يصيح
: انتهت الحصّة ، ...
والمعركة ابتدأت ...
في الدرس القادم سوف نوضّح معنى عولمة الطلقات
قسماً بذبالة قنديلٍ تتراقص في لحظيك
وما تخفي من حزنٍ .. وجراحٍ فيك النظراتْ
قسماً ..بالباقي من أيامي وجديلتك السوداء وأسنان المشط
باني لا أحتاجك ..
إلاّ كما يحتاج العصفور جناحية ..وعشاً ،.. وسُباتْ
" باللهِ عليكِ " تعالَيْ نفترشُ الطرقاتْ .
وانسي ْ أستاذَ التاريخِ المخدوعِ بأوهامِ الماضي ..
وكذبة كتّاب السلطان .. الآنَ
دعي أغصانَ القلبِ ترفرِفُ ...طرَباً
لتزقزقَ كلُّ عصافيرِ العمرِ على قبرِ السنواتْ
" حلّفتُك باللّهِ "
إذا متّ فقيراً أن رشّي على قبري النعناع الأخضر
لا تبكي .. ..
... يرحمني الله
كم كنتُ أحبُّ النعناعَ ...وعينيك
وشعر المتنبي ..وديك الجن
وفرق التوقيت .. وهاتفك الليلي
وبعض المعزوفاتْ .
وإذا بالصدفةِ ، قرب القبر ...مررتِ
اهديني بيتين من الشعر ...
وعن روحي بعض الآياتْ