ألَمْ - يوسف الديك

كان الحزنُ بعون البحر
وكان اللون بعوني
فحين رآكِ تهزين خلاخيل الفضةِ
في الساق اليُسرى
اختنقت أمواجُهْ
غصّ بآنية الماء
ارتبك الميناء
اخضرّت في عينيك السوداوين الدّنيا
واصفرّت شطآن العمر بعيني
ترنّح هذا الكاريبيّ
إذ ثملت أمواجه
حينَ تنفستِ تحيتكِ عليه
بنهدين خرافيين
ارتبك ..انشّقَ إلى جرحين
ومات البحر ..
مات يغنّي ...
في يابسة الأيام
أفتّشُ بين الناس عن الإحساس
وأبحثُ في كلمات المغنى
عن معنى ..
وأضيّعُ شكلَ المنسيين بأوردتي
لأشكّل جملاً من حبّات الكرز الماويّ
أطرّزُ فجراً من صادقِ ظنّيْ
في يابسة العمر ..
أصّرُ على الجمر
تنبتُ أغصانٌ في الربع الخالي من روحي
تنمو اشجار اللوز أصابع أخرى
وأحاولُ
أنقّذُ قلبي من وجعٍ
يسلمني قلبي ..لتعنّي
كم يؤلمني ..أنّيْ
لم أتعلّم من عينيكِ
سوى أنّاتِ الوردِ
وأنّيْ ...
لم أتعلمْ منك ..ومنّي
كم يقلقني ..ويقلقلني
هذا الزغبُ الناعمُ
والجسدُ الكتّان
وانك أجمل من طهّرت الماء
تنزّينَ شفافيةً
تنغمسين بثوب البحر
يقبّلك الموجُ ..
فيغار الرملُ
ويعتذر لخديكِ
وان امرأةً واحدةً قبلَكِ
لم تطربها كلماتي
أو تتحوّلَ أنثى
حين يسيل الشعر
وحين يقطّع قلبي سكينُ الوقت
على ملح الشفتين
وحين اغنّيْ
كم .. يؤلمني
كم ..يؤلمني