العصَب السابع - يوسف الديك

لا يؤلمني صوتُ الوجعِ المخبوءِ
بخفقةِ قلبْ
كما توجعُني النارُ المضرمةُ بآه الوجدِ
وأنّةِ حُبّ
أرّقَني القلقُ ..الشوقُ ..النّارُ ..الأحزانْ
ونزيف الصمتِ
عذابات الرمش العَذبْ !!
من جمّلني بالصبر
وحمّلكِ السرَّ المفتاحْ
من عاتبَ في خدّيكِ الزهر
ليحفركِ بقلبي وشماً أبدياً
ودماً ..ملء الكونِ ..جراحْ ؟
من علّمكِ الدرسَ الأولَ للعشّاقِ
جميع العشّاقِ المهووسين
وآخر مبتكرات الشعر
لزرع الكلمات نخيلاً
بستان الخدّينِ / لقاحْ ؟
لو كنتُ صبيّاً ،
لعشقتك فرداً ..منفرداً
وعلّمت على كفيّك أصول الحبّ
لو كنتُ ..نبياً
لتخذتك معجزتي
وصحبتك رحلة معراجي للعلياء بإذنِ الرّبْ
ولاستدرجت النورس في عينيك
يحلّقُ منتشياً
أعرف أنّ استدراج النورس في عينيكِ
الأصعبُ في الحلم الصعبْ
لو ..كنتُ
ولكن كيف ..وفي عتبات المشهدِ ، حلمٌ
ضيّعهُ الضجرُ ، فضاقَ الدرب ؟
إنّي يسكنني ألفُ جوادٍ منهكْ
ستّون امراةٌ يبكين على جرحي
وأنامُ وحيداً
ملتحفاً في ذاكرة الليل
الظمأ لظلّ امراةٍ ، والعتمة
خوفي يستر عورةَ جوعي
على شرفات الروح استند الزمنُ
وهزّ ضلوعي ..
وتمادى ، منتهزاً في محراب الحبّ خشوعي
لم أتأقلم .. أو أتألم
سيفانِ ...،،
الزمنُ ..وأنتِ ..ولم أتعلَّمْ
لم أسأل عمّا في الضلع تراجع
أو في العصبِ السابع كان تورَّمْ !!
إنّي يسكنني ألفُ جوادٍ منهكْ
إيزيس ..بعينيّْ
وعشتار بقايا الصَّمتِ بصدري
والزمن استرسل بالحزن وبالتيه
لم أدرك منه ، سوى ما ظلّ بظلّ معانيه
وظلّت تخنقني ساعاتُهُ .. دقّاتُ ثوانيه !
آهٍ سيّدةَ الكلمات الصعبةِ
لولاكِ.. قتلتُ الصبر ، خنقت الأنةَ في الصدرِ
وبعتُ العمر بما فيه ..
ولكن...
كيف احتمعت في صدري الأضدادُ جميعاً
الفيروزُ ..وأنتِ ..وكأس السّمِ ..وساقيهْ ؟
قسماً بعبير الورد بخدّيكِ
وبحاراً تسكن عينيكِ
وقسماً ..بالمتبقي منّي لديكِ/ تعبتْ
يقتلني ذئبٌ وقفَ على عتبات الحنجرة
مشارف روحي
أغلق نافذة الحلمِ
مسامات الفرح ..وإن لم يُدرَكْ
قسماً بالصمت ..الموت
الحبّ ..الصوت
النِّت ..الزفت / تعبت
ويسكنني ..
ألفُ جوادٍ منهكْ .