13آذار - يوسف الديك

في آذار الماضي جدّاً ..
منذ مراحل مرّت / وسنين
سكنت في الحلم سُنَوْنَوَةٌ
روت الأغصان الذابلة العطشى
وشرايين التعب الجذلى
وأغاني العشّاق المخبوءة للزمن القادم ..
شوقاً وأنين ..
في آذار الماضي ..جداً
منذ سنين ..
نثرت فستقها النيء على صدري ونامت مثل جميع الأطفال
وبنت عشّّاً في الضلع اليابس
فاخضرّ الصفصاف ..
وسال الغيم طيوراً ..زقزقة حساسين .
وسألتُ ..تجلّى الله بمخلوقاتٍ أبدعها من طين .
" هل حقّاً – من حقّي اسأل – كل الخلق بذات الطين ؟
قيل : تعود نوارسُ هذا البحر ..تغنّي
قيل : ستبني أعشاشاً تسكنها قرب الدانوب ..وتنسى ..
ثم ..تعود كدمعٍ يختزن الأمواج ..
تخفي عن شُعب المرجان جدائلها السوداء وعينيها
كرعاش الشيخوخة تسري في جسدٍ هدّتهُ الأيام ..
تعوّدَ هذا الجسدُ القتلَ اليومي على قارعةِ الشعر ..
وكابرَ حين تماسك بالكلمات أمام جراح ..السكّين ..!!
من يُرجع تلك الخطوات الواثقة ..
شموخ النسر المجروح
بقايا ..أشجارٍ تقفُ ..
وترخي الأغصان على علتّها .. هرماً ..وحنين .
فقلت :
لآذار بقلبي ..وقع الفرح البكر ..
ورائحة الزيتون ..
وطعم التين ..
ومعنى الخصب ..ففيه الأرض اتشّحت بالزهر ..
وفيه .. تحلّ سُنَوْنَوَةٌ ..تختبئ بضحكة مايا
لكن قسماً بالزيتون البكر..وصور .. وخدّيها ..
قسماً بالفرح المتناسخ من آذار الماضي جداً
أن .. الأسماء .. المعنى ..
لو نطق القلب ..
فسوف ينادي الأمواج الحُبلى بالسرّ ..ورائحة النسرين
يصرخ .. هذا عبق لا يمكن أن يتكرّر
إلاّ .. بالوردِ و.دهشة آذار ..و.. شيرين .
***