دَهَاءُ المَدينَةِ / غَدرُ العيدْ - يوسف الديك

غادرٌ هو العيدُ
يمرّ على المترفين جميعاً
يباغت لمّا يجيء الذي لا يشتهيه ..
وينسى المتعبين على الشرفات القصيّة ..دوماً
ودوماً هو العيد ..ينسى بنيهْ ..!!
لمن سوف نشعل حقل الدموع شموعاً ..
لمن نتهيأ .. عطراً ..
ونكوي القميص ..؟
لمن نستدين ابتسامة حبٍّ ..
ونسرق رغم المكائد ..ضحكة وهمٍ
وننسى قليلاً من الحزن ..
غريبٌ هو الحزن .. إذا ما هربنا ونمنا لكي نتّقيهْ
يسخر منّا .. وإمّا دخلنا لشبّاك حلمٍ ..وجدناه فيهْ !!
غادرٌ هو العيدُ ..والعمرُ بعد الأحبة ..
قهرٌ ..وجمرٌ..
و تيهْ ..!!
****
هل العيدُ يكذب دوماً عليناً ..أم انه ضلّ إلينا الطريق ؟
فما من حبيبٍ ..ولا من قريبٍ ..ولا من صديقْ
تحلّق فوق الرؤوس الطيور بلا أي لحنٍ ..
وما عاد للزهر معنىً ..
فما من عبيرٍ ولا من عطورٍ ..
ولا من رحيق ..!!
تخون المدينة أبناءها كل يوم .. مع العابرين
تضاجع كل غريب يمرّ ..وتنسى على شفتيه الطلاء ..
تبدّل أسماءها كلّما بدّلت جلود الضحايا ..الوجع ..
خدود الصبايا ..فصول البكاء ..
فلا تأمنوا كيد من ..
تبيع بنيها ..لتبكي عليهم ..
فهذي المدينة أنثى ..
وطبعٌ بهنّ .. الجوى و الدهاء
***
17/10/2008