العيد .. يأتي فجأة - يوسف الديك

القلب يعرفُ حين يعزفُ لحنَهُ وجعاً ..
وينزفُ نبضَهُ ... صمتاً ..
سيتعبْ ..!!
والعيدُ قبل أن يأتي ..
سيخطئُ دربَه للمتعبين ..
ويحملُ ظلّه عن سورِ غيمتنا..ويذهبْ ..
ولأن مايا لم تزل سرّ النساء جميعهنَّ
وقد تظلُّ إلى هبوطِ الشمس يوم الحشر
سيدة الوفاء ..." لا تبكي..وتلعبْ " ..
ولأنني ما زلت أنهلُ من رموشِها شِعراً
من الندى في رقّة الخدين ،تسكرني ، فأطربْ .
يا ويح هذي الأرض كم مرت بها
حِمَمٌ ، دخان سجائرٍ ،
ودموع عشّاٌقٍ ، أمَمْ
يا ويحَ من رسموا على الحيطان قلباً ..
ثم عادوا أحرقوه ..
تناسلوا عبثاً على سور الندمْ ..
لا تهدني قلباً بليداً بارداً
إن البلادة منذ فجر الأرض معضلة الصنم .
يا عيد عُدْ ما شئتَ / لستَ تهمّني
بيني وبينك .. نصف قرنٍ في المنافي والسقم ..
بيني وبينك .. يا حبيبي ،
موعدٌ في أول " الدبلان " ليلاً
قرب عامود الإنارة .. ضوء الوجنتين
وألف شكرٍ يا خطوط الكهرباء ..
بيني وبينك .. ما أشاء ولا تشاء .
سحبٌ ، وأمواجٌ ، وألف قصيدة
كتبت على خزفٍ ..تساقط مع دموع الكبرياء
لكننا .. عبثاً نحاول أن نكون كما نشاء .
عبثاً يجيء العيدُ ..يقنعنا ..
ونراه يحمل بسمة من لونه / صفراء
يوقظنا ..ويلقي معطف الصوف الرماديّ الثقيل على وجوهنا
و يسرقُ ما تبقى من دموع ٍ في خزائنِ حزنِنا ..
ويمضي مثل لصٍّ في الخفاء ...
لا تهدِني ورداً ودثّرني بضلعك
إن الشوق أوجع .. في الأماسي
وخز ما يصحو من الذكرى
في جمرة الحسراتِ/ أقسى في الشتاء
***
17/12/2007