ذبيحُ الصَّمتْ - يوسف الديك

يا امرأةً بين جرحين استريحي
فإن المسافة بيني وبينك أقرب من خطوة ..
وأبعد من عالمين
وأغبط نفسي لأنك ..أنتِ
ثم ...أعاتب نفسي لأنّي غرقتُ بما قد نزفتُ
وما قد كشفت من السرّ ،
بين رموشك و المقلتين
آه يا صرختي من جرح قلبي ،
دمائي تغطي قميص عليٍّ ووجه المدينة
صدرَ الحُسين
وماذا سيفعل ديكٌ بسيطٌ وشاعر حلمٍ
سيغزو فراغَكِ ثم يعود بخفيّ حُنَيْنْ ..؟
وأنت الكسيرة مثل جناح اليمامة ...
لا تحرميني جنونك ..لا تتركيني وحيداً
ولا تسكنيني ..فندقاً للمرور السريعِ
كما يفعل الغرباء إذا أتعبتهم طريق السفر ،
فصدري مدينة عشقٍ ..
وأنتِ اختصار جميع النساء /على الحالتين
غداً قد أفيق من الحلم وحدي ...
فأرفع كفّيْ ..لأعلن أني أفقتُ وحيداً ..وصفر اليدين
غداً ..وقد لا يمرُّ عليكَ غدٌ آخرٌ
آآه يا ضلع يوسف
بين صحوٍ ..وحلمٍ
عليكَ احتمال المسافة تشفي جراح الحبيبة
ثم عليكَ كديكٍ ذبيحٍ
كما كنتَ دوماً تضحّي بصمتٍ
وتبكي بصمت ،
وتخفى دموعَك عن مقلتيك ..
تمضي وحيداً ..
كرشفةِ ماءٍ ..بومضةِ عَيْنْ .