عندَليبُ الوجَعْ - يوسف الديك

على حُلُمٍ
ويحرسُ دهشةَ الصبحِ النقيّ
شبّاكُ القمرْ
ومقلتاكِ كبحرَيْ زئبقٍ
تتلألآن إذ تتزينُ الكلماتُ في المرآة
ترتدي قمصانها المنزوعة الأكمام
تاتي رعشةً في الحلم ،
تحييني ،تفاصيل السَّحَرْ .
***
كلّما أطفاتُ في الهمساتِ ناراً
أشعلت قلبي مع اللحن
اهتزازاتُ الوترْ ..
ليلة الحنّاء ترجعني إلى الذكرى
فتطول اغنيتي...
وتطول هسهسةُ المطرْ .
***
يغفو الحنينُ على يباس الروح
كي ترثَ السنينُ عويلنا
وصهيلَنا المذبوح ..!!
يا كبرياء قصيدتي ..
يا هامتي ..
لا تذعني للهاربين من الشجَن !!
لا تنحني للخائفين ، وللزمنْ !!؟
هو ما تبقّى من شموخ النسر
في قمم التلال ..
وهو الوضوح لو حَجَبَتْ متاهتُنا السؤال
وهو الغنيّ عن الغوايةِ ،
في كنز القناعةِ
( كذبة كبرى ) هذي القناعةُ والرضى
فيما تبقّى من صراخ الشعر
في نعش المقال !!
***
يا عندليبَ الصبحِ
لا تتأخري ، !!
كنتُ انتظرتُكِ حُرقَتين على الدرجِ المؤدي للقصيدةِ
لم تجيئي ..!
لم تصلِ عيناكِ كي تواسيني ،
كنتُ .. لو تدرين وحدي ، والهشاشة ..
إذ رسمتك رعشةّ فوق الرمال ،
فاض البحر ، وارتشفَ الندى
ورجعت لو تدرين وحدي ،
ممعناً في الإحتمالْ..!!
***
وتسألين عن الورق..؟
ماذا يضير النورس الشعريّ فينا
إن تمزّق ، واحترقْ ؟
وحدها الحيطان ، والشطآن تبقى دفتر الشعراء
لا تثقي كثيراً بالرجال ، وبالأغاني ، والقططْ
ورسائل الجوّال مهزلةُ الفراغ العاطفيّ
و" الياهو " ... غلطْ ،
فترفقي بسديمك المائيّ ،
كوني دائماً في البدء ،
آخر البسطاء ،
لا ترضَيْ مؤامرة النَمَطْ ...!!
***
يا قامة المعنى ، ونكهة عنفواني ،
إنّي وقد حَرّضتُ إسفلت الرصيف
بما تركتُ على الرصيف من المعاني ،
أوَلَمْ أمارس في غيابي ، ما استطعت من افتتانك
في متاهة صولجاني ،
يا جلّنار قصيدتي ؟؟
هل حقاً أنا أسرفتُ في نزفي ؟
وقلتُ ما أخفيتُ عنّي ، زلةَ شاعرٍ
بريء القلب ، منطلق اللسانِ ؟
لم تخسري شيئاً ، فأنا الذي وحدي بدأتُ البوح في لغتي
وأنا الذي ، وحدي ، دعيني ..لا تعينيني ، أعاني .
***
من يستطيع الغوص في الطّين ،
الأنوثة ،
يدرك التفاصيل ، الخَزَفْ ؟
منذا يفسّرُ ما ترك الحبيب على الشفاه من الصَّدَفْ ؟
وما تخبىء دهشة الفعل المضارع
في مرايا الروح من سماواتٍ
نعلّقها .. تُحَفْ !!
***
إنّي وقد تلمّستُ الندى الفضيّ في خديكِ
ضيّعتُ الزنابقَ ، في خيالات القُبَلْ
واحترقتُ على حدود الأبجدية ،
حين ادركتُ ، ارتباك الصمت
أبلغ من ترانيم الغزل ،
وأجبت في وضَحِ السكون عن السؤال ، ولم أسَلْ !
ملكٌ على عرش القصيدة من ألِفَ احتواء الجنتين ،
- الشعرُ ،
- والسحرُ / الخرافة في المُقَلْ !!
***
يا عندليب الجرحِ
أيتها السكينة / حين تنكفىء السلالمُ
يرتبك الصعود !!
ليت حمامة المنفي
على عكّازة المنفى تفكّر أن تعودْ
والعصافير التي سكنت على غصن الغريب
أغواها ، فلم تقبض سوى جمر الأسى
بما نسيَ المهاجرُ
من قطرِ الندى ،
على عشب الخلودْ