دَهُشَةْ - يوسف الديك

مستلهماً صفتي من جرحيَ المسكونِ
بالوجّع المخبأ ، خلف صورتكِ القصيةِ
ظلّ يرجعني الصّهيل
ضاقت على البرواز أيامي
وضاعت في بروايز الخرافة
رعشتي البيضاء
سرّ حبيبتي
دهشتي.... شجر النخيل ..!!
أيجوز للفيروز في خدّيكِ
يكمل سورة الإخلاص
يختصر الأبدْ ؟
أيجوز للشهد النبيذ على شفتيكِ
يقتلني
" وما جنيتُ على أحدْ " ؟
لا تتركيني رعشةً
فنجان قهوتنا ..اختزال الذكريات
روحان تحترقان
في لغةِ الجسَدْ ..!!
لا تنظري لعقارب الزمن
التي تحبو على الحائط
كي لا يضيع الوقت
أو تنشغل عيناكِ عنّي نظرةً
يضيق الصدر
أو ..يغيب العُمر في صمتي بَدَدْ
خلّيكِ ثانيتين
ورعشتين ..وكِلمتين
وقُبلتين
لتنبجسْ في الروح سنبلةٌ
أو ينحبس نفس الحسود
إذا ..حسَدْ .
أما لا احبّك
كي أفكّر بالذي يأتي
أنا لا أفكّرُ إذ احبّك
فاسكني صمتي ..؟
وليدخل الطوفان
لينكسر عامود هذا الكون
تنطفئ النجوم
وتنكفئ كلّ البحارْ
خلّيكِ ثانيتين
هنيهتين
فهذه الدّنيا بلا حبقٍ تقاطر من بياض خدّكِ
شبّاكٌ على وجع الحياةِ
بحرٌ من زَبَدْ
والأرضُ..
ما صنعاْ مزامير الخلود
بمن تهاوى أو خلَدْ !!
والكونُ هذا الكونُ نافذةٌ
تطِلُّ عليكِ وحدَكِ
أفتحها ..وأرقبُ دهشتي
وإذا رحلتِ أكسرُها
وأطلق مهجتي تسري وراءكِ للأبدْ
حلّيكِ ثانيتين ؟
أنا لم أفكرّ كي احبّكِ
إنّما ..
في الحبّ تتضحُ الرؤى
ينفتحُ الجدار
يتّسعُ المدى ..ويمتّدُ الحوار
ويشدني للنبع في لحظيكِ سرٌّ
لولا النبعِ في لحظيكِ
قلبي ..ما وَرَدْ ..!
ولأن عينيكِ ..مَدَدْ
جاء الربُّ في عينيكِ
كي يحمي بَلَدْ ..!