خذني إلى بيروت - يوسف الديك

قلبي على لبنان
وطن الأحبةِ ، والمحبّةِ ..والشجرْ
تنمو على الطرقات أغصان القلوبْ
قلبي على قمر البنفسج
والنوارس ، حين تحترق الدروبْ
قلبي على بحرٍ تدثّرَ بالسؤال
وقد توضأ بالقنابل في وجع الغروبْ
لو تاب عشّاق الجمال عن الهوى
فعن التراب الحرِّ في صورِ الحبيبة
لن أتوبْ !
كلّ الجهات إلى السماء مداخلٌ
لكن روحَ الله أقرب
لو صعدتَ إلى السماء من الجنوبْ
" مروحين "
تعيد قانا في رؤانا من جديد
"مروحين" ..
منذا يعود إلى ترابك من بنيك ..
ومن .. يُعيد ؟
كلّنا كنا هناك
كلنا شركاء في دمك البريء
قد جئنا لنذبح ما تبقّى من كرامتنا
وما قد ظلّ بُعيد قانا
فيك من نبض الوريدْ
"مروحين "
طهرّي قدميك من عرب يطأطؤون ليعلنوا
أن القرار مصادرٌ لرؤى العبيد
للهِ درُّكِ يا *"ميادة"
كم تصبرين ..تكابرين ، وتصرخين
وكلهم سمعوك لكن ..
لم يصل قرآنهم .. كي يقرأوا ..
أن الجهاد .. أبو العبادة
هذي الدماء فضيحة الجبناء
كانوا يأملون بصيفِ خمرٍ
كيْ يمرّ مخدّرين ..على وسادة
عرب تسميهم .. ميادة؟
وكأن أبيضهم يراوده حذاؤك عن جبينه
كي يخفي سواده
لم يدركوا أن الحياة رسالةً
ورسالة الخلد .. الشهادة
والخالدان الأرض ... والشهداء
موت من صمدوا .. ولادة
لله درّك يا ميادة
***
قلبي على بيروت
شطآن الذهب
خذني لصدرك يا حبيبي
كي أردّ النار عن هذي العمامة
أرتقي لنقاء روحك ..
للعصافير التي كبرت على وهج الزغب
خذني لأحمي مقلتيك من النعاس
إذا تسلّل من مسامات التعب ..
واغزل عباءتك النقية من خيوط الأرز
أو ورق " العريش " إذا تدلّى بالعنب
وارفع يديك إذا فرغت من الصلاة على النبيّ وآله –
طهرّ يديك .. من زمن العروبة والعرب .
***
ميادة : الفتاة اللبنانية التي فقدت 23 من عائلتها وأقاربها في مجزرة مروحين