رسالة لؤي - يوسف الديك

رسالة " لؤي " شكراً لكم .
إلى لؤي صبح
الصبي النقي الذي فقد بالفسفور ..مقلتيه .
......
لغزة أن تفتح الآن أوراقها
وتقرأ ....
باسم عيون الإله التي لم تنم ...وليست تنام .
وباسم .. الضحايا ...وسيل الدماء .. وقهر الكرام .
قليل هو الحزن ...
فلا ..تحسدونا ..ولا تمنعوها ..الكلام .
وغزّة ..كيف ستغفو ؟
تحت القنابل ...والطائرات
كيف ... تنام ..؟؟
----------------
سنعلي النشيد
لغزة بعد النزيف .. اعتلاء الشواهد
جفّت دماء الوريد ..
فمن سوف يبكي دمَ الشُّهداءْ
وبنتُ الشهيدِ ..شهيدةْ
وجارُ الشهيدِ / الوحيدِ ...شهيدْ .؟؟
ومن سوف يرسم جرح الحقيقة
وعبّاس ...
يرضى بصمته ..قتلَ المزيدْ ..!!
وينفضُ أطفالَ غزَّة عن كاهليهِ
لئلاً يَرى ما لا يُرى ..
يَرى ..ما يُريدْ ..!!
بين فكيّ أخيه العدو ..العدو
وجاراً شريكاً بذلِّ العبيد .
-----------
هلاّ .. سمعتم .. " لؤي " ؟
كان ككّل الصغار
يرسمُ عصفورةً ...على مِنكبيهْ
ومرّت تزقزق فوق غصن المساء القذائف
لم تنتبه
كعادة كلّ القذائف حين تمرّ
لكي تستقر على " مقلتيه "
-وشكراً لكم ..-
سيقولها طفل توضأت عيناه بالفسفور
فاستلّ البصيرة من طقوس الذكريات
وانسكب الضياء على الخريطة ...والحجارة
أحجية ..!!
هي أحجية ..هي أحجية ..!!
قل يا لؤي ...فهذا البياض صدى مقلتيك
يفتت صخر البداية
إذا يستبدّ الكلام
فيثني العظام
ويترك فينا غباء السلام
صدى أمنيّة
هي أحجية ...!! هي أحجية ..!!
قم يا بنيّ
واسرد مساءك ..وارث ضمير المُشاهد
وردّد ...كما علّمتك غزة
- و شكراً لكم –
شكراً لكل قصيدة كتبت بدمْ
شكراً ... ولن ننسى .
لنا أن نعيد رواية التاريخ
من رحم الألم .
- و شكراً لكم -
شكراً ..ولا تنسى النهار الفستقي
واستبق الشظايا
في انهمار الأمسية
هي أحجية ..هي أحجية .!!
***
17/1/2009