تناقضٌ مرٌّ ..!! - يوسف الديك

للصِّ أن يُلقي على أسماعِنا درساً طويلاً في الأمانة ...
لراقصةِ التعرّي ...شكر الله للتوفيق ..
والتصفيق بعد رقصتها الخطيرة ..!!
****
هل هذا زمان الضِّدّ حقاً ....
فالأشياء تبدو عكس مسميّاتها
الصور القديمة أحرقت في آخر الحلم ..
انحنينا
فانتهينا من بكاء العاشقين ..
من الكلام المنتمي لسلالة العبث الجميلْ ،
من استراق السمع لامرأة
تمشّط شعرها في أول الليل الطويلْ
من الخيال القرمزيّ..
بالجسد النحيلْ ...
من الشعر الذي يسعى لحبٍّ ..
وانتصارٍ مستحيلْ ؟
****
هل نحن بعض كلامنا القزحيّ ؟
رايتنا بقايا حلمنا الورقيّ ؟
كذبة التاريخ فينا ؟
أم سواقينا أجاجٌ / سيفنا خشبيّ
ماذا جنى آباؤنا …؟؟
حتى ورثنا كل شيءٍ فاسدٍ
الأرض كالحةً …وقلعتنا دمارْ ..
وكل شيءٍ قابلٌ للإنهيارْ ..!!
أحجارُنا ، أفكارُنا ، أسرارُنا
وما ترك الغرباء فينا من جِمارْ …
كلُّ شيءٍ جاهزٌ للموتِ فينا ...
وللفناء والاْندثارْ .
****
يا بلاداً ... أنهكتها الأمنيات ..
في ليلِ التمنّي و الألم
يا بلاداً ضيعتها التسويات ...
وأسلمتها للندم
كم كان يلزمنا من الشهداء ...
كي نجتاز الأرخبيل على بساطٍ من عذاباتٍ ودم ؟
كم كان يلزمنا من الشرفاء ...
كي لا ندخل النفق الطويل ... للصفقات ...
هرولة لمهزلةٍ ...
علينا فيها أن نكون قضاتها ..وشهودها .
وأن نستشرف الآتي ..
نصفّق للخواء ..و للعدمْ ..!!
آه يا شعبي ... القتيل المتّهمْ
ماذا على المأزوم من عتبٍ ..
لو مرّة في العمر ..واحدةً - وهو المهزوم –
أوجز ..وانهزم .؟؟
ماذا على الزعماء من لومٍ ...
إذا قالوا كذبنا ...
في الحديث عن الكرامة والكرَم ؟؟
ماذا علينا لو انتحرنا كلّنا ... في البحر..!!
ليحكموا من بعدنا هذا الفراغ ...
بلا نشيدٍ أو علَمْ
****