عندما غاب القمرْ . - أيمن اللبدي

-*-
إنها لمسةُ كفٍ ثم غابت ْ
كانت الدنيا صورْ
ثم غابتْ
حينما الكلُّ تلاشى
أيُّكمْ أصغى إليَّ
أيكم أصغى لقلبٍ قد تفطَّرَ وانكسرْ
كانت الدنيا صورْ
كان في الدنيا قمرْ ...
صدقوني إن عمري قد توقَّفْ
قد تخلَّفْ
فالمراكبُ ليس تنتظر الموانئ
والثوانيْ
والأماني ْ
أصبحت ظلاً ثقيلا
أصبحت شبحاً عليلا
والحياة ْْ
ليس نبضُ الروح ِفيها إنما ِظلٌ وحسبْ ....
لحظةُ اللحظات لمسة ْ
كانت الدنيا تموتْ
كانت الأشياء تصبح ُغيرها
والأماكنُ والمفاتن ْ
كل ُّ شيءٍ قد تكثف ْ
بل تلاشى من بعيد ْ
والبشر والصور ْ
في متاهات ٍ وحيرة ْ
لم اكن ادري لماذا ؟
ربما كان الهوى قدرُ الضعاف ْ
ربما أقسى المواجعُ أن تغيبَ الذاكرة ْ
مرة ًجرَّبتُ مرةْ
مرةً أقسمتُ مرة ْ
كيفَ تسمحُ إن تغيب ْ؟
كلُّ أوقاتي تعاتبُ بعضها
كلها تشعل قلبي بالعتاب ْ
جمرةٌ والشوق ُجمرةْ
من تعاتب ؟
إن ما أبقت ترَّجل في الزحامْ
وانقضى زمن العتاب ْ...........
قاتلةْ /
جهزَّت زادَ الرحيلْ
قلت يا جمّالُ صبراً
قال إن الصبرَ عيلْ
كنت أرجوها الرجوعَ
كنت اضرع ْ
عذبتني لم تبالِ
إن أيتام الهوى أضيعُ حالا.........
هل تراها اليوم تندم ؟!
حينما تأتى من المدن ِالقوافلْ
حينما تأتى الرمال ْ
يسألون الشعرَ والغيمات ِعنّي
يسألون النخلَ أيضا
يرقبون
لا مجيب ْ
رحمةُ الله عليهِ
كم تعذبْ / وشكى
كم صبر ْ
والمواويلُ التي غنى كثيرةْ
إنما هذا قدر ْ....