قصائد في مهب الريح - أيمن اللبدي

-*-
حينما كلُّ القصائد في بلاد العشقِ ملكي
حينما صدري مدائنْ
والعيونُ السودُ تاجي
لستُ اندمْ ................
حينما الأنهارُ تجري قيدَ كفي
والبلابلُ في رموشي
والبيادرُ لون عرشي
لستُ أندمْ ..........
حينما يأتي إلى قلبي الذين تعذبوا
والذين تألموا
والذين على كتابِ الدهرِ ماتوا ،
كي يحجوا
لستُ اندمْ .........
حينما صلبي على الجدرانِ موسمْ
حينما موتي مواسمْ
حينما قلبي معالمْ
لستُ اندمْ ..........
إنَّ في بلدٍ بعيدٍ تنشدُ الغدرانُ فيه
والسنابلُ تصبحُ الميلادَ فيه
والسلاسلُ كوكبة
والمواعيدُ مراكبْ
يجلسُ الشعراءُ في القربانِ حولاً
ثم ، تنفجرُ المواسمْ
سوف يظهرُ ظلّ قلبي في قصائدهم معطَّرْ .........
لحظةً بل ليسَ اكثر
تجلس الآهاتُ في صدري لترتشف الشرابْ
ثم تسهرْ
ثم تغفو
ثم تعصرْ
وأنا ، .........؟
اشربُ الأحزانَ في صمتٍٍ وأكُبرْ ........
إنها الطرقاتُ ، ترفلُ بالأقاحي والقرنفلْ
إنها الأكواخ ُحبلى بالبردْ
والقصائد ؟
صارت الأيام في جنباتها طعمَ السفر
وأنا ....؟
ينحتُ التاريخُ قلبي بالفراق .........
ما اشدَّ الغدرَ من قلبٍ تربّى بين كفي ؟
ثم خاصم ْ
ثم أنكر ْ.......
يستمرُّ الوقتُ أطولْ
يستمرُّ الصبرُ أصغرْ
والقوافي لا تداوي
إنما طعمُ الكلامِ على الجراح ِ كطعم ِ( نيرونَ) المظفَّرْ
احرقَ الساحاتِ في روما جهارا
ظنَّ في الحرقِ استراحَ
ثم صار بضاعة للشعر أكثر.....
جدتي ، يا جدتي
حينما ثقبت عيونُ الصبر وجهك
لم اكن ادري لماذا ما تغَّير
واستمر أمام ذاكرة الطفولة يانعا أبهى وأنضرْ
يوم كانت جلسة السمّار في كوخ الحكاوي
عندما كانت لنا رقصاتنا في الحي متعةْ
كان يضحكنا الوداع ْ
كان يبكينا اللقاء
والطفولة متعتانِ
يومَ أصغر / يومَ أكبر
إنما قلبي على الجرح المضرج ما تغير ......
في مهبِّ الريح ذكرى
فاستمري لا أبالي
إن لي قلباً يعزُّ على الجِراح ِ
إن لي شعرا يواسيني ويرعى
ثم في تلك الحكايا فارسٌ لا بد آت ٍ
قالت الجدات مرة
إن كنيته الأملْ
وأنا / على الوعد مقيمٌ
والقصائدُ طوعُ كفي
أو تغادر في ظلام الليل عشرٌ أخريات
لا أبالي
فاستمري ما أردت
إنما أنت قصيدٌ قد تمرد بحرُها
والقصائد قد تعودْ
أو تظلُّ مسافرة..........
يا أمل
حينما تأتى ترجَّل عند بابي
لا تغادرني أسيرا
وانتظرني استعيدُ الذاكرةْ
اقطف القلب و أسقيكَ المسرةْ ....