عند نهر الميسيسيبي - أيمن اللبدي

ملئَ نهرِ الميسيسيبي
ضارباً في العنفِ قلبي
فيه أشواقُُ الوداعِ واللقاءِِ والتمنيْ
كيف تندفعُ الأمانيْ
كيف تنغزلُ الأغانيْ
كيف تنشطرُ الأحاجي فوق دربي
ملئَ نهرِ الميسيسيبي ……..
ترحلُ الأحلامُ في ثناياه ، كثيرةْ
ترحلُ الأحلامُ مرّة ْ /
مرتانِ
مرةََ فوق الورقْ
مرةََ بين الضلوعْ
مرةََ قبل الدموع ْ
عند فجرِ الانفكاكْ
كانت الدنيا صغيرةْ
كانت الدنيا نفقْ
ويح قلبي كادَ يغرقْ ……
سوف يصحو من ينام ْ
ربما قبل الحمام ْ
لو تجّنى في السهر ْ
لكنِ القلبَ الذي يدمي عيوني لا ينامْ
ليس اذكرُ مرةََ قد قال يكفيني الهوى
أو تعبتُ من الغرامْ
أيها النهرُ تذكّرْ
إن قلبي مثل وحشكِ قد تجبّر ْ
كم تمرِّدْ
كم تكبَّرْ
كان يمتلئُ اندفاعا وغرورا وشبابا
كان أكثرْ
كم تلوى بين غدرانِِ ٍوأشجارٍ وغزلان ٍ وأنكرْ
كم تجنّى
والحسانُ على الضفافِ كمثل نثرِ الياسمينْ
تتمنى منه لفتةْ
وهو لا يرنو بتاتا ،
ربما ألقى إليهنَّ سلاماً وتنكّرْ …
طارَ مثل النسرِ حلَّقَ في سماهْ
طارَ طارَ وارتفعْ
قد تحدَّى أنْ يُطالْ
لم تنل منه الممالكُ والمهالكْ
وحدهُ كانت لهُ الدنيا لعبْ
وجيوشُ الحبّ فرَّت لمْ تكدْ حتى تراهْ
قيلَ فيهِ من القصائدِ والحكاياتِ العجبْ
يا لهُ من عنفوانْ
تاجهُ أسمى وأعلى
في يديهِ الصولجانْ
لم ينلْ منهُ التعبْ
والجميلاتُ هنالكْ
قد تنازلنَ مرارا واحترفنَ الانكسارْ
ثمَّ يوما قد وقعْ ……….
قد هوى
ويحهُ حقا هوى
كانت الدنيا مطرْ
كانت الريحُ تعربدُ في انتشاءْ
كانت الأمواج أعتى من شراعيهِ كثيرا
كانتِ الأرضُ تمورْ
كانت الدنيا صورْ
لم يصدّقْ ما الحكايةْ
ربما السهمُ سينفذُ بعد حينْ ْ
ربما عاد قريبا
ربما أقوى و أقوى
إنما كان القدرْ
حوريةُُ شقتْ شراعيهِ بنظرة
لم يكلِّفها كثيرا غيرَ بسمة ْ، ثمَّ همسةْ
وانتهى عصرُ السفرْ
سلَّمِ التاجَ وألقى الصولجانْ
يا لهُ من عنفوانْ ‍‍!
ثمَّ أفضى للسهرْ
واقفا على بابِ الغرامْ
يستطيبُ الانتقامْ
يرتشفْ نورَ القمرْ
حاملاً بين يديه كلّ أصنافِ القصائدْ
والأغاني ، ومزامير الكلامْ
والختامْ
صارَ في الدنيا حكاية ْ
فحذارِ
حورية ٌأخرى وتصبح ُ مثل قلبي لا تنامْ ….