إلى شهيد - إياد عاطف حياتله

أهدَتْ دماكَ الهاطلاتُ إلى السّماءِ
لِما تبقّى مِنْ دمٍ
يَروي دِمانا سرَّها
أحْيَتْ بهاءَ قصائدٍ ذَبُلتْ
وفي ليلِ الخريفِ المرِّ
أُطفِأَ زهرُها
فقدَتْ توهّجَ سِحرها
كادتْ تَموتْ
بلْ إنّها بالفعلِ
قدْ ماتتْ
وفي بئرِ الهوانِ هوَتْ
وَتلفّعتْ بالخوفِ والذلِّ الصَموتْ
دَهراً
وَعشّشَ في ثنايا ها نسيجُ العنكبوتْ
فَأتيتَ تُخرِجُها مِنَ التابوتْ
وَتمزّقُ الكفنَ المُطرّزَ
بالغرابةِ
والكآبةِ
والسّكوتْ
وتبثُّ فيها مِنْ أنينِ جِراحنا
روحاً تُزَيّنُ ساحةَ المَلكوتْ
تَهمي عَلى الدّنيا
خَمائلَ وردْ
وَحدائقاً
وَبُيوتْ
لَنْ يذبلَ الوردُ المُحنّى بالدِّما
وَشهيدُنا
لا لنْ يَموتْ
إنّا سَنحرُسُ ظِلَّهُ بِرموشِنا
وَدُموعُنا
سَتعيدُ للوجَناتِ بَسمَتها
لِيَحيا
ثمّ يَحيا
لا يَموتْ
*
1/9/2008
غلاسكو