رحيل الأحبّة - إياد عاطف حياتله

إلى والدي الشاعر عاطف كامل حياتله وشقيقي أيمن

اللذين رحلا دون وداع

*

رحلَ الأحبّةُ ، لم يعدْ لي مِنْ سنَـدْ
وأنا غريبٌ عـن ديـاريَ والبلَـدْ

وحدي ، أحاربُ في هواهمْ وحدتي
وأواسي قلبـاً فـي أعـزّاءٍ فَقَـدْ

أشتاقُهمْ في صحوَتي ، فإذا غَفَـوْ
تُ مَدَدْتُ نحوَ لِقائِهمْ، جُنحيَّ مَـدْ

فالبُعدُ عنهـمْ فـي ازديـادٍ كلّمـا
فاضتْ سيولُ الوجدِ تجري دونَ حدْ

ترجوكَ صفحاً يا أبي عـن تائـهٍ
جابَ المنافي، غيرَ حبّكَ ما وَجَـدْ

كـمْ ذا تمنّـى عـودةً فـي ليلـةٍ
مِنْ غربةٍ أمسى بها خاوِ الجسَـدْ

فمضيتَ أنـتَ بـلا وداعٍ مُسرعـاً
وبقيـتُ أزدردُ التحسّـرَ والكمَـدْ

حتّى أتى خبرُ الحبيبِ أبي الهُدى*
فغرقتُ في الهذيانِ، حولي لا أحَـدْ

أبكي، وما في العينِ دمعٌ يُرتجـى ;
والرّوحُ أهلك ها التصبّـرُ والجَلَـدْ

أفَعَلتَها ؟ وخَلفتَ وعداً يـا أخـي
أوَهكذا وعدُ الشقيـقِ إذا وَعَـدْ ؟

كنّـا نَعُـدُّ الوقـتَ للّقيـا، فمـا
عادتْ سُنونُ الشوقِ تُحْسَبُ، أو تُعَدْ

لمَ يبقَ لي غير انتظـارِ سويعـةٍ
فيها أُلاقـي وجـهَ تـوّابٍ صَمَـدْ

ربّـي: أتيتـكُ داعيـاً ومـؤمّـلاً
لا تكسِفَنْ عبـداً يَمدُّ إليـكَ يَـدْ

هَبْ خالقي من فيضِ غيثكَ رحمـةً
لأخٍ حبيبٍ غـابَ عنّـي وابتعـدْ

عافَ الدُّنا مِـنْ خلفِـهِ، وعذابهـا
عطشاً لهوفاً نحوَ حوضكَ قـدْ وَرَدْ

ولوالدي، من طيبِ عطفـكَ نظـرةً
واغسلْ خطاياهـمْ بحبّـاتِ البَـرَدْ

واخلعْ عليهمْ ثوبَ عفـوِكَ كلّمـا
قطرٌ هما – يا ربُّ – أو طيرٌ غَـرَدْ

واجمعْ مع المختارِ شمـلَ شتاتنـا
بِجنـانِ عَـدْنٍ وارفـاتٍ لـلأبَـدْ

*

16/11/2007

غلاسكو

______________

* شقيقي أيمن ، وكنيته أبو هادي ، توفيّ يوم الأحد 11/11/2007

وكان والدي قد توفيّ يوم 31/07/2006

ودُفنا في مخيّم اليرموك قرب دمشق

رحمهما الله وأموات المسلمين جميعا