تقاسيم على أعياد الغرباء - إياد عاطف حياتله

ما رُمتُ مـنْ ذا العيـدِ إلاّ صُحبَـةً
فلقدْ أصابَ الرّوحَ في البعْدِ الوَهَـنْ

ذَبُلتْ أزاهيرُ الهـوى فـي مُهجتـي
وفُـؤاديَ المكلـومُ أعيـاهُ الشّجـنْ

وأبي الحبيبُ مضى ولمْ أُلْقِ السـلاّ
مَ على الرُفاتِ ولا على طُهْرِ الكفـنْ

وبقيتُ وحـدي غـارقٌ فـي أدمُـعٍ
تهوي على خدّي كمـا قطـرٌ هَتَـنْ

يا ربُّ يا رحمـنُ عيـدي رحمَتُـكْ
فاْنظرْ بعينِ العطفِ واْرحمْ واْغْفُـرَنْ

***

صبرٌ جميـلٌ فـي فـؤادي ضـاربٌ
جذرَ الرّضا في العمقِ لا يتزحزحَـنْ

فمـرارةُ التغريـبِ كنـتُ خبرتُهـا
من قبلُ في الصّحرا وفي أرض اليمنْ

كم غربـةً عنـدي طوَتهـا غربـةٌ
رحّالَةٌ ، حتّى نسيـتُ لمـنْ أحـنّْ

لكنّنـي مـا بـتُّ يومـا قانـطـاً
من ساعـة اللّقيـا بذيّـاكَ الوطـنْ

وكّلتُ أمـري يـا صديـقُ لباسـطٍ
ورجوتـهُ أن يستجيـبَ وأنْ يَمُـنّْ

ويعيـدَ للأحضـانِ كـلّ مسـافـرٍ
عـوداً حميـداً سالمـاً ومظـفّـراً

***

الرّوحُ تسبحُ في الفضاءِ لِذكرِهمْ
والوجـدُ ينضحُ كلّما لهمُ فَطِـنْ

نشتاقهُـمْ ونحبّهـمْ فــي حِلّـنـا
وإذا رَحلنـا قلبُنـا لهـمُ اْرْتـهـنْ

فالعيـدُ عيـدٌ لا يقـارَنُ بينهـمْ
وبِدونهمْ يغـدو بيـادرَ مـن حـزَنْ

إنْ يذرفـوا دمعاً على غـرباتنـا
فَلقدْ نزفتُ دَمـاً وأسقمنـي الزمـنْ

أتظنّنـي ت لـكَ الـديّـارُ نسيتُـهـا
كـلاّ معـاذ الله ، إنّـي لـم أُجَـنّْ

صوتُ العنادلِ فـي كيانـي رَجْعُـهُ
ورِضاءُ أمّي في صباحاتـي سَكـنْ

والشـوقُ للأوطانِ يغـزو مُهـجتي
يحميها ربّ الكونِ من شـرّ الفِتَـنْ

حتّـى جبـالُ النّـارِ ترجِـع حـرّةً
والزّعتـرُ البلـديُّ يغـزوهُ الوَسـنْ

ويعـود للسّاحـاتِ قـلـبٌ تـائـهٌ
كمْ أدمنَ الترحالَ يبحثُ عـنْ وطـنْ

*

27/10/2006

غلاسكو