خربشات على الماء - تركي عامر

(1)
ضوءٌ يسيل
من أسفلِ الحكاية
اقتربَ الحصان
دفنَ رأسـًا
دونَ عقلٍ وقبـّعةٍ
فـي تابوتٍ
لا عهدَ لـَهُ ولا قرار
تغرغرَ فـي العسل
والوَرَمُ ذاب
(2)
دفترٌ مفتوح
إصبعانِ ضريرتان
تكتبانِ أغنيةً
من صهيل
ويسقطُ الـمطر
ويشهقُ الصـّباح
(3)
قالـَتْ مربـِّيتي
لا تأكلِ الصـّفحةَ كلـَّها
أتـْرُكْ سطرًا
لعابرِ السـّبيل
(4)
يلعب
يهدُّهُ النـُّعاس
سريرٌ جاهزٌ
تغطـِّيهِ
تغنـِّي لـَهُ
"يا حمامةُ لا تخافـي"
تقبـِّلـُهُ
يغرقُ فـي النـّوم
يـَعـْرَق
عطشٌ
فـي عزِّ اللـَّيل
تجدُ الـماءَ يـَدُهُ
ولا يجدُها
(5)
أصدرْتُ كتابـًا
نسخةٌ طارَتْ إلـى طوكيو
وأخرى إلـى قريةٍ مجاورة
جاءَ من الشـّاعرةِ الصـّديقة
إِيـكـُو نـَاكـَامـُورَا:
"شكرًا
لأنـّكَ أهديتـَني كتابـًا"
وفـي القريةِ الـمجاورة
جاءَتْ عينـُها
فـي عيني
فسألـَتـْني الشـّاعرةُ الصـّديقة
توحيدة بانادورا:
"ألم تصدرْ جديدًا؟"
(6)
تثاءبَ القلم
ونامـَتِ الورقة
دونَ عشاء
(7)
قالـَتْ مربـِّيتي
"وتساقطَ ثلجٌ أبيض"
لا تجعلُ الثـَّلجَ
أكثرَ بياضـًا
ساعةَ السـّقوط
(8)
لا تـُكـْرِهُ يـَدِي
على الشـّربِ من يدِها
ترشدُها
إلـى الينابيع
(9)
مرآةٌ عاريةٌ
وامرأةٌ تفـّاح
تقتربُ الـمرآةُ قليلاً
غمامةُ عطرٍ
تسقط
تغتسلُ الـمرآة
(10)
أُحِبـُّها
لأنـَّها
هي