بطل من ذاك الزمان - تركي عامر

اليوم ، قبل 49 رزنامة،
اعتقد أبي، ابن الـ 98،
أنه خلف بطلا من هذا الزمان!
كيف تدحرج
إلـى هكذا عقيدة،
فلاح تكفيه نظرة
إلـى الأفق،
ليعرف إذا كانت ستمطر غدا؟
بطل؟
ألأني بعد أربع بنات،
وثمة أبطال قبلهن وقبلي؟!
وكان أن كرت الـمسبحة،
وجاء بعدي،
بنت وأربعة أبطال.
أما زال يعتقدني،
سيما وأسماني "تركي"،
بطلا من هذا الزمان؟!
هوذا بطلك ، يا أبي،
يطوي الصفحة الـ 49
من دفتر أحلامه الـمنكسة،
وما زال متسكعا
على أرصفة الأيام .
عرفت الآن
من أين يصعد
هذا اليباس إلـى الرأس،
مع الاعتذار الشديد
لناظم حكمت.
واليوم ...،
"كل عام وأنت بخير"،
تقولها ابنتي،
وهي تتتنقل
بـ "نقرة إصبع"
من "روتانا" إلـى "ميوزك ناو"،
ومن مدبلج إلـى مدبلج،
وجيوشٌ مكسورة
تعاقر الغبار على الرفوف
وتمارس عادة التثاؤب السرية،
ولا أحد يفلفش لها صفحة
أو يضمد لها جرحا.
ربما لأن فيها
أبطالا
من ذاك الزمان؟!