سقط الطريق - تركي عامر

سـَقـَطَ الـطـّريـقُ عـن الـطـّريـقِ بـطـلـقـةٍ * تـشـريـنُ يـُسـْقـِطُ دونَ طـَلـْقٍ وَرْقـَةَ الـتـِّيـنِ الـمـُجـَرَّبِ مـرّةً أخـرى * وتـنـطـلـقُ الـجـُمـُوعُ
نـارًا بـلا نـارٍ * عـلـى نـارٍ مـدجـَّجـةٍ بـلا سـقـفٍ * مـؤجـَّجـةٍ بـلا وقـفٍ * دَمُ الـشـّهـداءِ يـصـرخُ فـي الـشـّوارعِ: لا إِمـامَ سـوى الأَمـامُ * ولا رجـوعٌ لـلـوراءِ * ولا ركـوعُ
سـَقـَطَ الـطـّريـقُ عـن الـطـّريـقِ بـطـلـقـةٍ رقـطـاءَ * لا حـَرَجٌ يـُلـَعـْثـِمُ فـَوْهـَةَ الـفـَوْضـى * ولا حـَرَسٌ يـُلـَمـْلـِمُ شـِرْعـَةً شـَوْهـَا * وتـخـتـلـطُ الـحـوابـلُ بـالـنـّوابـلِ مـرّةً أخـرى * وتـخـتـلـجُ الـضـّلـوعُ
أَبـِطـَلـْقـَةٍ صـفـراءَ تـُخـْتـَصـَرُ الـطـّريـقُ؟ * طـريـقـُنـا وَجـَعٌ وجـُوعُ
وسـتـسـألـيـنَ خـرائـبَ الـصـّحـرا غـدًا * وخـرائـطَ الـذّكـرى مـَدًى: كـيـفَ الـرّجـوعُ إلـى بـدايـةِ عـهـدِنـا؟ * كـيـفَ الـرّجـوعُ؟
يـأتـيـكِ صـوتٌ مـن جـنـوبِ الـرُّوحِ يـعـلـنُ حـربـَهُ: مـا مـن رجـوعٍ يـا غـريـبـةُ يـا مـُريـبـةُ * لا رجـوعٌ لا ركـوعٌ لا خـضـوعٌ لا خـنـوعُ
هـيـذي الـسـّتـارةُ أُسـْدِلـَتْ * ووراءَهـا ظـهـرَتْ ظـِلالٌ لـن تـُظـَلـِّلـَهـا الـظـِّلالُ * ولـن يـُضـَلـِّلـَهـا الـضـَّلالُ * ولـن تـُواريـهـا الـدّمـوعُ
سـَقـَطَ الـطـّريـقُ عـن الـطـّريـقِ بـطـلـقـةٍ * وسـتـسـألـيـنَ تـُسـائـلـيـنَ * وسـوفَ تـسـألـُكِ الـسـّمـاءُ نـيـابـةً عـن دمـعـِنـا: كـيـفَ الـرّجـوعُ إلـى حـريـرِ الـحـلـمِ يـا وجـعـًا يـُجـَرِّحُ مـهـرةَ الـحـبـرِ الـطـَّهـُورِ بـشـفـرةٍ مـن شـهـوةٍ
ألـبـابُ مـخـتـومٌ بـشـمـعٍ مـن رحـيـقِ الـرّوحِ يـحـمـي الـرّوحَ مـن ريـحٍ بـلا روحٍ مـخـدَّرةٍ بـأوهـامٍ مـبـخـَّرةٍ بـأحـلامٍ * وفـي تـخـتٍ مـن الـفـخـّارِ تـأكـلـُنـي ومـا انـفـكـَّتْ تـجـوعُ
ألـبـابُ مـخـتـومٌ بـشـمـعٍ مـن رحـيـقِ الـرّوحِ يـحـمـيـنـِي * ويـحـمـلـُنـي * ويـرمـيـنـي إلـى عـيـنـَيـْنِ مـن لـيـلٍ بـلا صـُبـْحٍ * إلـى قـَدَمـَيـْنِ حـافـيـتـَيـْنِ مـن قـمـحٍ * حـذاؤُهـُمـا الـعـتـيـقُ يـلـيـقُ تـاجـًا مـن عـقـيـقٍ * فـوقَ أوهـامٍ
سـَقـَطَ الـطـّريـقُ عـن الـطـّريـقِ بـطـلـقـةٍ * مـا مـن رجـوعٍ يـا غـريـبـةُ يـا مـُريـبـةُ * لا رجـوعٌ لا رجـوعٌ لا رجـوعُ