أمام مصحف عثمان في استنبول - جريس دبيات

المجد لا ماس ولا ذهبُ
المجد ما فاضت به الكتبُ

تخلو العروش من الألى ملكوا
لا السيف يحفظهمْ ولا الغَلب

تفنى الممالك لا يخلّدها
الاّ الذي ترقى به الحِقبُ ،

علم وآداب وفلسفة
ومآثرٌ يزهو بها الحسَب

ما جاز طرفي لمع ماسهم ِ
ان كان ما احتلّوا او اكتسبوا

ويُذيبني من سال فكرهمُ
واطلّ فجر حيثما ركبوا

خذني لتاريخ الورى عِبَرًا
لتنير دربي كيفما أثِب

***

عثمانُ لا عثمانهم ابدًا
والمصحف المأسور ينتحب

صفحاته الغرّاء شاهدة
أنّ الرسالة مدُّها العرب

لما وقفت به تملّكني
مما أراه الفخر والعجب

هذي الحروف ضمان وحدتنا
مهما تمادى القوم واحتربوا

ودم الامام نذير فُرقتنا
وهو الذي ما زال ينسكب

لولا الخلاف على خلافتنا
ما نال منها الغصب والنّهَب

ما صان حرفَا غير صاحبه
ولوَ انَّ ما خطَّت يد ذهب

***

الظلم مملكة وزائلة
مهما علت في دارها الرُتَّبُ

والجهل مِصيدة ، وناصبها
يكبو بها يوما وينقلب

كادوا لنا دهرا وحاسبَهمْ
مرّ الزمان وحكمه الغضِب

واليوم لا ترك ولا عرب
وعلى رُؤانا النار والحطب

لا شيء يجمعنا ويجمعهم
إلا الولاء ويومنا التعِب

ومصيرنا ليست تقررّه
آثارنا والموقع الخرِب

حرف ، وندرك ما يقدِّمنا
رقم ، وما نرجوه يقترب