فراقيتان - جريس دبيات

1- عَن مرآة الغريبة
...
ما كَلّت ِ المرآة تبحث عن جدائلك ِ الطويلهْ
واطارها الورديُّّ ما انحلّت حناياه
تحِنّ الى أناملك النحيلهْ
ما زال وجهك ِ ماثلا فيها
ولا ترضى بديلَهْ . . .
قسماتُه أيّامها
بسماتُه أحلامها
تختال انّك ِ نورُها
وخيالها وغرورُها
والمِيلُ ميلك ِ لم يزلْ
والكُحلُ يشتاق الكَحَلْ
وعلى ملامسها الصقيلهْ
تزهو ملامحك الجميلهْ
* * *
أخشى على المرآة ان تتكَسَّرا ،
والمِيل ِ والكُحل ِ الرياحَ
تهبُّ كي يتبعثرا ،
وعلى الملامح ان يُغِّيرَها السُّرى
اخشى على قسمات وجهك ان تزولْ
اخشى المقابر والطلولْ
ما عادت المرآة تحتمل العروض الباهتهْ
ضاقت بما تلقاهُ
من شزر العيون الشامتهْ
والوجه يأبى ان يحولْ
والورد يختزل الذبولْ
والليل يَثْني – عارماً –
صبح الوصولْ
* * *
يا لَلقدرْ !
كم بين مرآة الغريبة والغريبة من سفرْ !
نادت فما سمع الغرابْ
ودنت فما سمح العقابْ
وتظل تحلم انها ستعود يومًا
من متاهات العذابْ
ويعود للعمر الشبابْ
ويعود للأرض الترابْ
ويبشُّ للمرآة وجهٌ
طالما احترف الغيابْ
* * * * * *
2- عن الخُبْز والشَوْك
...
خلّفت ِ قلبي بوصلهْ
لما اتجهت ِ الى الشمالْ
وتركتِني ليلَ الضلالْ
اسعى اليك ، ولا صِلهْ
ومَضَيْتُ أسأل عنك نايات الرعاهْ
ومضيت اندهُ في السواقي عَلّني
القاك ِ في عُبِّ المياهْ
نام الرعاةُ ، ولَم تُطَمئِنِّي السواقيْ ،
والتقى صوتي صَداهْ
* * *
ملَّ الخريف رسائلي
وتوسُّلي ومسائلي
امسيت استجدي النجومْ
وغدوت أومن بالعِرافهْ
طوَّفت في كل الشعابْ
وبذلت ماء الوجه ارجو كل بابْ
ورجعت لا ردُّ لدي ولا جوابْ . . .
اطوي الهموم على الكلومْ
* * *
ما دمت ِ غائبةً فما
يحلو على شفتي الكلامْ
ما دمت غاربة فلن
يُلقى على الأرض السلامْ
ما دمت غاضبة فمن
ارجو اذا اشتد الظلامْ ؟!
* * *
يا خبزيَ المنْثورَ
في شوك الدروب الحافيهْ
وإداميَ المفقودَ
في جوع الليالي الجافيهْ
يكفيك مني الانتظارْ
فالشوق ما بين الضلوع
النار تلتهم الجمارْ
ادعوك ِ في صَوْب الفلَقْ
ادعوك في سيْل الشفَقْ
واظلُّ أحمل خافقي
واظلُّ أصْلَى حارقي
حتى تعودي للديار . . .
* * * * * *