رقصة في ازمير - جريس دبيات

صالة الرقص في دجى ازمير ِ
ارجعتني الى صباي الغرير ِ

كلّ قدّ تحت الشموع تثنّى
ايقظ الجمر في جَناني القرير

ذات دَلٍّ تجتاح عمدًا ضلوعي
بشهيّ من الجَنى والزهور

تارة تُرقص النهود ، وطوْراً
تتهادى مع ارتعاش الخصور

نَزَق البطن لا يُطيق سكونًا
كاهتياج الأمواج عبر الأثير

ليس بَردٌ على الّلظى ، وكثير
ان يُطيق الجوريّ شوك الحرير

دأبها الكشف ، عندها كلّ حسن
واجبٌ عرضه على الجمهور

وهي تُخفي من المحاسن قسْرًا
قدر كفّ ، وليس عن تقتير

***

جذبتني الى حماها وراحت
تبتليني بزندها المسحور

خضخضتني ، وللأناضول قربي
صخَب الطبل وانصباب النفير

راقصتني ، وعمرها نصف عمري ،
باحتراق يختلُّ منه فتوري

خاصرتني ، وما ان احتوتني يداها
واحتوتها يدِي الى التدوير

كلّما جاوزت مداها اعترتني
نشوة قد نسيتها من دهور

ريحها المسك خِلقة لا امتصاصاً
من دماء ، وليس عن تعطير

دوّختني فلا اثبِّت حالي
ورأتني اميل كالمخمور

هدّأتني ولم تُطق ان تراني
راجفاً خائفاً من التعثير

سلّمتني لزوجتي واستدارت
بين عذْل الجُلاّس والتعذير

* * *

قهقهت زوجتي وقد عاينتني
في ارتباك من الحياء المرير

شاحب الوجه لست أحسن شيئاً
خائب الظنّ من توالي العصور

سألتني إنْ كنت أبغي دواء
لاختناقي أو رشفة من عصير

طال عهدي بها ولم تكُ يومًا
تتشفّى أمام سُقمي الحسير

رحت أخفي عن ناظريْها انفعالي
وهي بين الاشفاق والتعيير

مرّرت كفّها على شعر رأسي
واشارت لشيب شعري الكثير :

" انه الشيب ، يا عزيزي ، تذكَّرْ
كم ذكَرنا وضقتَ بالتذكير ! "