همسة عتاب الى العذراء - جريس دبيات

أماهُ !
ارسلها مع العام الجديدْ
همسةً تحمل حبًا
واشتياقاً في سجودْ
همسة فيها عتاب
وتَجَنّ ٍ ، فاقبليها ،
فهي من وحي الوجودْ
* * *
ابدأ الهمسة امي بالسلامْ
مثلما كنت اصلي في الصغرْ
رافعاً عينيّ طفلاً
يطلب الخيرات من غير كلامْ
مثلما علمني الكاهن في كلّ ِ مساء
ما اصلّي بضع مرات
فيحلو لي المنامْ
* * *
اقبلي مني التحيّه !
فهي من عبد فقير ٍ
يذكر الاحباب في رأس السنهْ
راجياً خيراً وسلماً للبريَّه
* * *
بعد هذا
ابعث الشكوى اليك والعتاب
منك ِ اشكو واليك ِ
وعتابي ليس يكفيه كتاب
غير اني لن اطيل القول
يكفي بعض ذكر
يكشف اللوم ويبدي الاكتراب
* * *
اين انت ِ ؟
اين انت خبّريني
فانا في كل ليلهْ
ارسل الدعوات فيضاً
كي تزورينا
فلبّي او عديني
وتعاليْ شاهدينا
تري ِ الباطل في زيّ اليقين
تري ِ الارض ظلاماً
ان أضيئت فهي من حرق حزين
تري ِ الارض خراباً
ليس صوت غير اشتات انين ِ
* * *
اين انت ِ ؟
كي تريْ اطفالنا في كل بقعه
من بقاع الارض يشكون الطفولهْ
حُرموا معنى الطفوله
فلقد صارت دموعاً وصراخاً
وعويلاً حُرم الملدوغ منه
ان يقوله
بعد ما كانت هتافاً
وسروراً وعسوله
* * *
اين انت ؟
هل سمعت ببلادٍ
يهلك الانسان جوعاً
وتموت الام جوعاً
ويذوب الطفل جوعاً
بينما في غيرها
يرفض الكلب افانين الطعام
وبقايا الاكل تكفي
أمَّة في الف عام ؟ !
* * *
اين انت ِ ؟
هل دريت ِ ان شعباً
ردَّد اسم الله في يوم الاحد
قرع الاجراس في كل الكنائس
علّم الايمان في كل المدارس
يحمل الموت الى كلّ مكان
يرسل الموت الى كلّ مكان
ويغنّي ليلة الميلاد لحناً للسلام
وتردّين له انت السلام ؟ !
ويردّ الله بالخيرات يعطيها
على وجه التمام ؟ !
* * *
اين انت ِ ؟
انت ِ يا مريم يا أمَّ الكُلوم
هل رأيت الدم يجري في التخوم
ونفوس الابرياء
في احتفالات الدماء
تزهق اليوم وقد ديست عداله
هي باللفظ عداله
وهي بالفعل انتهاك
واعتداء وسفاله ؟
* * *
اين انت ِ ؟ اين انت ِ ؟
فلقد طال الغياب
اظهري اين اردت ِ !
اظهري كيف اردت ِ !
البسي ثوب السحاب
وارقبي في ليلة قمراءَ كوخا ً
كان كوخاً ثم اضحى
طللاً تحت تراب
وارقبي في الليلة الاخرى
تريْ قصراً واطلالَ الكِذاب
وارقبي عيني ، أنامت ؟
ام تناومتُ ، وما يجدي خطاب
* * *
إيه يا عذراءُ مريم ،
اين انت ِ ؟
اين ما يُحكى لنا عن رحمتكْ
اين ما يُروى عن رقتك
اين ما نسمعه عن حكمتك
اين ما نقرأه عن قدرتك ؟
اظهريها الآن يا أمَّ العجائب
فلقد صرنا حطاما ً
بين هاتيك ِ النوايا والنوائب
وعديني بزيارة
مثلما من قبلُ في لورد فعَلت ِ
واجعليها علنيّه
واذا عزَّت زياره
فاقبلي منيَّ التحيَّهْ
واكتبي رداً سريعاً
فلقد طال اشتياقي
لكتابٍ ، لهديَّهْ
غير اني ايها العذراء
قد صرت كبيراً
لم أعُدْ ارضى بحلوى
وتصاوير بهيّهْ
انني اطلب حبَّا
رحمةً تُنثرُ في كلِّ النواحي
وسلاماً كالذي القاه
جبريلُ عليك
ايها الامّ السخيِّه