تماثيل الرَّماد - حلمي الزواتي

برقية عاجلة من أطفال غزة إلى مؤامرات القمة،
ما انعقد منها و ما سوف يأتي ...
*
(1)
أَمِنَ الوَريدِإِلى الوَريدْ
ذَبَحوكَ يا شَعْبي التَّليدْ!
قَصُّوا جَناحَكَ، كَبَّلوكَ
تَهَوَّدوا، خَانوا العُهودْ
باعُوا تُرابَكَ أَجْمَعينَ
وَ شَرَّدوكَ إِلى الجُرودْ
وَ تَجَمَّعوا وَ تَفَرَّقوا
وَ النَّذْلُ عادَتُهُ الجُحودْ
قيلَ: المُلوكُ هُمُ الرَّجاءُ
وَ ما هُمُ إِلاَّ قُرودْ
وَ الحُرُّ يَحمي أَرْضَهُ
وَ بَنيهِ مِنْ كَيْدِ الحَقودْ
لا يَسْتَكينُ لِظالِم ٍ
أَبَداً وَ لا يَرْضى القُعودْ
أَمَّا هُمُ الأَصْنامُ
تَرْسِفُ بالسَّلاسِل ِ وَ القُيودْ
أَعْمَتْهُمُ الشَّهَواتُ
لا عَاشوا عَبيدا لِلْيَهودْ
خَانوا الشُّعوبَ
وَ عَلَّلوها بِالمَطالِبِ وَ الوُعودْ
(2)
آهٍ ..فِلِسْطينُ الحَبيبَةُ
هذهِ حُمْرُ البُنودْ
سَتَظَلُّ تَخْفِقُ عالِياً
وَ الخَصْمُ يَهْوي لِلُّحودْ
سَنَظَلُّ نَمْضي لِلأَمام ِ
مَعَ القَوافِل ِ وَ الحُشودْ
لا .. لَنْ تَلينَ قَناتُنا
وَ بِدَمِّنا دَوْماً نَجودْ
وَ الحَقُّ دَوْماً يُفْتَدى
بِالدَّم ِ... لا لا بِالوُرودْ
سَنَشُقُّ دَرْبَكِ بِالقَنابِل ِ
وَ الشَّبابُ لَها وَقودْ
سَنُحَرِّرُ الأَقْصى الجَريحَ
مَعَ الرَّوابي وَ النُّجودْ
وَ نُعيدُ يافا وَ الشَّواطِئُ
تَرتَدي حُمْرَ البُرودْ
وَ نُعيدُ عَكَّا وَ الجَليلَ
وَ كُلَّ ما وَهَبَ الجُدودْ
عَهْداً سَنَْمضي ثائِرينَ
أَعِزَّةً مِثْلَ الأُسودْ
(3)
شَعْبَ العُروبَةِ ما بِكُمْ،
ماذا جَرى، فيمَ الهُمودْ؟
فيمَ السَّكينَةُ يا تُرى،
وَ لِمَ التَّرَدُّدُ وَ الخُمودْ؟
هذي زَعاماتُ الخِيانَةِ
لا اسْتَقَرَّتْ في الوُجودْ
باسْم ِالسَّلام ِ، تَهَوَّدَتْ
بِحَيائِها صارْتْ تَجودْ
مِصْرُ الحَبيبَةُ ما دَهاكِ...
تَقَدَّمي، يَكْفي رُقودْ
مِصْرُ الفِدا، مِصْرُ الكَنانَةُ
مَزِّقي هذي الغُمودْ
فُكِّي الغَلالَةَ وَ اهْدِمي
تِلْكَ العَرائِشَ وَ المُهودْ
شُدِّي رِحالَكِ وَ اقْحَمي
لُجَجَ المَعارِكِ وَ الجُنودْ
إِنَّ الدِّماءَ طَريقُنا
وَ بِعَزْمِنا دَوْما نَذودْ
(4)
آهٍ ..فِلِسْطينُ الحَبيبَةُ
هذهِ سُمْرُ الزُّنودْ
ها هُمْ بَنو الإِسْلام ِوَ الأَحْرارُ
تَقْصِفُ كَالرُّعودْ
لا يَرْكَعونَ لِغاصِبٍ
كَلاَّ، وَ لَنْ يَرْضَوْا سُجودْ
لا يَنْثَنونَ وَ إِنَّهُمْ
يَتَسابَقونَ إِلى الخُلودْ
فالحُرُّ دَوْماً ثائِرٌ
يَأْبى الدَّنِيَّةَ وَ الرُّكودْ
وَ غَداً سَنَأْتي زاحِفينَ
مُجَلْجِلينَ عَلى الحَقودْ
وَ الفَجْرُ يَأْتي زاهِياً
مُتَبَسِّماً خَلْفَ الحُدودْ
وَ الليْلُ يَنْزِلُ هاوِياً
وَ الشَّمْسُ دَوْماً في صُعودْ
قَدَرٌ عَلَيْنا أَنْ نَموتَ
أَعِزَّةً بَيْنَ البُنودْ