لُغَةُ المَوْتِ وَصَمْتُ الانْفِجَار - حلمي الزواتي

أهديت هذه القصيدة للصديقين أحمد مطر و ناجي العلي
بمناسبة إبعادهما القسري عن الوطن العربي
منتصف الثمانينات من القرن الماضي.
*
لاَ تَقِفْ…!!
وَ امْضِ فَإنَّ الدَّرْبَ سَالِكْ
لاَ تَقِفْ…!!
لَيْسَ لِلْبُرْكَانِ إِنْ فُجِّرَ عَائِقْ
لاَتَخَفْ…!!
وَاحْمِلِ الجُرْحَ لَهيباً وَ صَواعِقْ
أَبْحِرِ الآنَ…
وَ فَجِّرْ هَذِهِ الصَّحْرَاءَ حُبّاً وَ زَنابِقْ
ازْرَع ِ الأَرْضَ نَجيعاً وَ رَصَاصاً وَ بَنادِقْ
لاَ تُهادِنْ…
لاَ تُساوِمْ…
لاَ تُصَالِـحْ…
لاَ تصادِقْ…
هَذِهِ التُّرْبَةُ لَحْمٌ وَ دَمٌ
إِنَّ شِرْيانِيَ فِي أَرْضِيَ دَافِقْ
(2)
زَرَعُوا الحُزْنَ بِصَدْري عَوْسَجاً
سَمَّرُوا اسْمي بِأَبوابِ المَخَافِرْ
صَادَروا قَلْبِي
وَ قَالُوا: أَنْتَ شَاعِرْ
أَنْتَ مَسْـكونٌ بِشَيْطَانٍ مُـكَابِرْ
أَنْتَ جَاسُوسٌ وَأَفَّاكٌ وَ كَافِرْ
إِنَّ أَشْعَارَكَ بَعْضٌ مِنْ كَبَائِرْ
(3)
أَيُهذَا الجُرْحُ…
يَا هَذا الذَي قَدْ نَمَا فِيَّ
وَ فِي صَدْرِيَ غَائِرْ
مَلَّنِي التِّرْحَالُ وَ المَنْفَى
وَ مَا عَادَ فِي الكَوْنِ ضَمَائِرْ
أَحْرَقُوا ُكلَّ المَشَاعِرْ
صَلَبُوا الثَّوْرَةَ فِي الشَّمْسِ
وَ شَقُّوا صَدْرَهَا
حَاصَرُوا البَسْمَةَ وَ اصْطَادُوا البَشَائِرْ
(4)
آهِ يَا كُلَّ القَبَائِلْ
أَيُّهَا الشَّعْبُ الَذي يَسْـكُنُ فِي الجُرْح ِ
وَ بِالجُرْح ِ يُقَاتِلْ
أَنْتَ مَقْتُولٌ وَ قَاتِلْ
أَنْتَ مَهْجُورٌ وَ هَاجِرْ
اصْهَرِ القَيْدَ فَإِنَّ القَيْدَ زَائِلْ
وَ احْمِلِ الجُرْحَ حِدَاءً وَ مَشَاعِلْ
اشْعِلِ الخَيْمَةَ نَاراً وَ َلظَى
امْلأِ البَيْدَاءَ غَاراً وَ سَنَابِلْ
(5)
أَيْهَا المَشْحُونُ بِالمَوْتِ
وَ بِالصَّمْتِ تُجَاهِرْ
أَقْدِم ِالآنَ…
وَ فَجِّرْ هَذِهِ الدُّنْيَا زَلازِلْ
أَطْبِقِ الفَكَّيْنِ إَطْبَاقاً عَلى لَحْم ِالمُخَاتِلْ.