الكعكة - خضر محمد أبو جحجوح

وأخيرا .
ها هي كعكتنا .
ليست كالكعكِ.. حشوناها بدماءْ
.....
وأخيرا
...
ها هي حفلتنا تبدأ في أحراش الوهم على لحن بكاءْ
يتأوه في وترِ أنينْ..
كم كنا نحلم بربيع صفاء
تتجلى فيه فراشاتٌ وعصافير
ونغنّي أسرابا
ونزيّن للبهجة أبوابا
ليعانق فيها الأصحاب الأصحابا
ونجهِّز حللَ الفرحة
لنزفَّ تواضعنا وكرامتنا،
ونروّيَ شجر التَّمْكِينْ
لكنَّ الكعكة تتفتَّتُ في أيدي الفرسانِ الوهميين
ويسيل لعابُ العشَّاق الملهوفين،
و الكعكة تتناوشها أيدي المحرومين على أبواب السلطانْ
وقريبي الأقربُ يذبحني بالسِّكين
ويقوم يصلَّي
ويسبِّح لما يغسل من كفيه دمِي
ويحوقل حين يزورُ المجروحين
ويئن لأحزان المقموعين
ويودع أشلاء المقصوفين على باب الثلاجة.
بعيون مهتاجة
مثقلةٍ بدموعٍ محمّرّة
من سهرِ ليالي الألمِ
في أحضانِ الندمِ
ومسدسُه يتلوّى
يشتاق لقلب آخر يغرس فيه السكين.
ولصيد يذبحه
ويقطع أوداجَه
***
يا دُمدمَ غربتنا في هذا الزمنِ المجروح تريّثْ
دعني أمضي
أتشظَّى
أمتدُّ بعيدا عن هذا الديجور
أتماهى في النورِ
مع الشهداء .
في أبهى دربِ
يرضي ربّي
كي لا أغرق في القسمةِ والطرحِ مع الضَّربِ
في أشلاء فلسطينْ