آهـةُ صخرٍ بحريَّةْ - خضر محمد أبو جحجوح

شبابيكٌ من الصُّوَّان
يجثمُ خلفها البحرُ
المصفَّحُ موجُهُ.
وعيونُه الدِّيدانُ ترشفُ ماءَها
الشَّمعيَّ
بالصَّلصالِ
والزَّمن المقدَّدِ في ضروعٍ
ضلَّ عاشقُها
الوحيدُ سبيلَهُ
في المسرحِ البرىِّ
وحشاً أو
غزالاً أو
قطـاةً أو
شـعـاعاً أو
هـلالاً أو
سـراباً أو
سـلالاً أو
سـراةً أو
تـلالاً
*** ***
شبابيكٌ مـن الصُّوانِ
والثُّقبُ الوحـيدُ مغَـلَّـقٌ
بتراكمِ الذَّرَّاتِ من عسفِ الرُّؤى
وهواؤها الصُّوَّانُ لا يأتي
سوى بلزوجةِ الجدرانِ تشدخُ
جبهةَ الذِّكرى ،..
لترتجَّ المسافةُ والرُّخامُ
ينزُّ في أحشائها ملحاً زلالاً
*** ***
شبابيكٌ من الإسفنجِ
تنثرُ دمعَها النَّاريَّ في غسقِ الحواري
المقفلاتِ بلا رتاج سوى
رتاجِ الأمنيات الغارقاتِ
بلجَّةٍ دكناءَ في
شفةٍ بتولٍ لم تبحْ
أبداًبسرِّ الدمعة الأولى
ولـمْ يَنْـمُ البنفسجُ في
أصابعها مع الحنُّـونْ.
ولم تَرْفُ العناكبُ في ضفائرها...سوى
بيتٍ من الأسمنتِ والجصِّ
المزركش.. والحرير الصُّلبِ
والصُّوانِ والطُّحلبْ.
***
وغيماتٌ من الصَّخرِ المذابِ
الأسود الفضيِّ
تنزفُ في زوايا المستحيلِ
سُخَامَها البلُّورَ فوق
خرائبِ النِّسيانِ
والأسفلتِ ،والأبراجِ
والحدقاتِ، والشُّرفاتِ ،والكثبانِ
والوديانِ ، والآهاتِ
والبحرِ المغلَفِ بالعيونِ
الذابلاتِ رموشُها
الغبشُ المكسَّرُ فـوقَ
أصـدافِ القـرارِ المستباحِ قرارُه
البنيُّ..يا سمكـاً..
يُسافدُ صائديه الزرقَ فـيْ الزُّرقـةْ..