دمدمة - خضر محمد أبو جحجوح

دمدم على وترِ المذَابِـحِ والمنائـحِ يـا فمـي
واقْـذِفْ كُرَيَّـات اللَّظَـى ببهائِنـا المُتَـهَـدِّمِ
وانثُرْ زُهُورَ الـدَّمِّ عَبْـرَ فَضائِنَـا المُتَحَطِّـمِ
علَّ الشذى يحكي الحقيقةَ عـن عـذَابِ مخيَّـمِ
عنْ طلقةٍ خَرَجَتْ لِتَزْأرَ فِـى سُـرادق مأتـمِ
واصرخ بوادي الرُّعب، أطلق ثورتي من قمقمِ
***
يا أُمَّتي! والشّعْرُ يَكْوينِي، ويـزأر فـي دمِـي
نـارا تأجَّـجُ فـي فـؤادي النَّـازفِ المتألِّـم
والمعول الهدام يضرب فِـي بَقايـا أعظمـي
والخنجر المسموم يطعن في فؤادي المضـرمِ
أولست شعلة ثورتي، وخيالُ شعري الملهـمِ؟!
أولست وقدةَ شُعلتِي، وضياء عمري المُعتـمِ؟!
أولست أنت وقودنـا لجِهَـاد يـوم أَسْحـم؟!ِ
أولستُ أنت دواؤنـا مـنْ سُـمِّ أفعـىً أرقـمِ
ما بالك اليوم الأثيـرة فـي صُفُـوفِ النُّـوَّمِ
تَتَلفْعيـنَ قَتـامَ ذُلٍّ وســطَ لـيـلٍ مُظـلِـمِ
هيَّا!! أفيقي من منامـكِ واغضبـي وتكلَّمِـي
وتمنْطقـي شَمَـمَ الإبـاء مشاعِـلا وتَقدَّمِـي
لتزلزلي صـرح العميـلِ الخَائِـنِ المستسْلِـمِ
وتُحَطِّمِي جيش الطغاةِ علـى حطـام المُجْـرِمِ
وتنـوِّري بِسَنائِنـا درْبَ الأَبِـيِّ المُرْتمـي...
وسط الضياع وفي الضبابِ على النيسجِ المحكمِ
مستسلما يهوى السَّراب، وبالعناكـبِ يحتمِـي
قومي انفضي عنك الترابَ وجاهدي لا تحلمي
هذا زمـانُ المجْـدِ أشْـرق نـورُه فتقدَّمِـي
وتَسوَّري عَرشََ الإبـاءِ خُـذي حِبـال السُّلّـمِ
مِـنْ لَحمِنـا ودمائنـا وقلوبِـنـا والأعـظُـمِ
هذي أعاصرُ مَجْدِنَـا قَـد دَمْدَمـتْ فتسنمـي
بالألفِ مِليون أفيقي مـنْ سُبَاتِـكِ، وارجُمِـي
خوضي غمارَ الموتِ .. أنتِ حياتنا لاتحجمي
يا أمَّةَ الأبرار والأطهـارِ .. لا لـنْ تهزمـي
أنْـت الَّتـي علّمتِنـا يومـاً إبـاءَ المُسـلِـمِ
ورفعت فوق الشَّمسِ رأسَ فخارِنـا والأنجـمِ
يا أمتي .. فإليك جمجمـة التّحـدِّي فاقضمـي
يا أمَّةَ الأَحْـرَارِ والثُّـوَّارِ دومـي واسلمـي