طلع البدر - خميس

(1)
طلع البدرُ والغسقْ
زال ، فانتابني القلَقْ .
وأنا العاشق الذي
في لظى حبكِ احترقْ .
حائرٌ ، تائهُ الخطى
واقفٌ عند مفترقْ .
خائفٌ ،
أستعيذ بالله من شر ما خلقْ .
أرقبُ الشمسَ والأصيلَ
وأستنطقُ الشفقْ .
ربما إنْ سألتُهُ
ورأى دمعتي ، نطقْ .
ـ تبدأ الحربُ ؟
ـ لا نعمْ ، ونعم لا
وبقَّ بقْ .
نفقٌ مظلمٌ ولا
ضوءَ في آخر النفقْ .
***
طلع البدرُ بعدما
حنَّ قلبي لها ورقْ .
آهِ كم خنتُ حبَّها
هكذا دون وجه حقْ .
عشتُ من غير منهجٍ
في حياتي ، ومنطلقْ .
مسلماً كنتُ ، إنما
في الشهادات والورقْ .
وحياتي قضيتُها
هكذا ، كيفما اتفقْ .
كل شيءٍ أردتُه
دون جهد ولا عرقْ .
جاهزاً لي ، مقدماً
كطعامٍ على طبقْ .
آهِ كم كنتُ جاهلاً
أحسب التحتَ مثل فوقْ .
كنتُ ميْتاً ولم تكنْ
بيَ روحٌ ولا رمقْ .
فاغفري لي حبيبتي
كلَّ ما فات أو سبقْ . !
(2)
طلع البدرُ ، فاخترقْ .
كلَّ بحر لنا و شقْ .
قال : إني إلهكم
لستُ يا ناسُ ، من عَلَقْ .!
واسْألوا البحرَ ،
ذات يومٍ على قوميَ انطبقْ .
غير أني نجوتُ ـ لا
تحسدوني ـ من الغرقْ .
أشتهي المُلكَ إنما
بي لآباركم ، شبقْ .
ومضى في غرورهِ
وعلى طبله طرقْ .
عَرَباتٌ كثيرةٌ
في القطار الذي انطلقْ .
نحو بغدادَ أولاً
ثم بيروتَ أو دِمَشقْ .
نفقٌ مظلمٌ فمن ؟
يشعل الضوءَ في النفقْ .؟
(3)
طلع البدرُ ، فامتشقْ .
سيفَهُ ، قال من أحقْ
بكِ يا بئرُ؟ ، هل أنا
أم غريبٌ ومرتزِقْ .؟
ـ أين فرعونُ ؟ أينَهُ ؟
هل بأجداده التحقْ .؟
كُلُّ مَن مرَّ قرب جثتهِ
فوقها بصقْ .!!
هكذا عاش فاسقاً ..
هكذا مات من فَسقْ .
ـ تنتهي الحربُ ؟
ـ لا نعم ، ونعم لا
وبقَّ بقْ .
لا تنامي .. حبيبتي
كذب النجم أو صدقْ .
فمعاً نقهر الدجى
ومعاً نصنع الفلقْ .!