ثلاثُ سنين - خميس

أعودُ لأقرأَ ما قلتُهُ عنكِ ،
قبل ثلاثِ سنينَ هنا .
وأسألُ نفسي إذا كنتُ قد قلتُ
ذاكَ الكلامَ الجميلَ ، أنا .!
وكنتُ مجرَّدَ هاوٍ ،
فكيفَ ،
فرضتِ عليَّ احترافَ الغِنا .؟!
وكيف دخلتِ لقلبي وفيهِ ،
تربَّعتِ ،
من دون أن آذنا .؟
وفجَّرتِ كلَّ العواطفِ فيَّ ،
وما كان في داخلي كامنا .؟
وكيفَ اقتحمتِ عليَّ حياتي ؟
فصرتِ حياتي ،
وصرتِ المُنى .!
***
ثلاثُ سنينَ ، ونحنُ نحبكِ ،
أكثرَ من كلِّ أحبابِنا .
نخافُ عليكِ من النَسَماتِ
ونخفيكِ ما بين أهدابِنا .
و " بالروحِ ، بالدمِّ نفديكِ " ،
تهتفُ ،
كلُّ الملايينِ من شعبِنا .
فأنتِ التي لدروبِ الشهادةِ
والعزِّ ، سِرْتِ ، وطِرتِ بِنا .
وأنتِ التي صرتِ مبعث فخرٍ
لنا ، ومثاراً لإعجابنا .
وأصبحْتِ نبضاً نعيشُ بهِ
وحساً يعيشُ بأعصابنا .
فكيف سنقبلُ أن يقتلوكِ
وأن يصلبوكِ على بابنا ؟!
مُقابلَ إعطاءِ " كَذَّابهم "
مجرَّد وعدٍ ،
لِـ " كذَّابنا " .؟!
وكيف سنخلعُ أجملَ ثوبٍ
لبسناهُ من بين أثوابِنا . ؟!
مجانينُ !!
كلُّ اتفاقٍ لهم سندوسُ عليه بقبقابنا .!
وإن قيلَ جئنا لنرهبهم ، بكِ أنتِ ،
فمرحى ، بإرهابنا .!
***
ثلاثُ سنينَ ، ونحنُ نخافُ عليكِ ،
ونعقدُ آمالَنا .
صنعنا ، بكِ ، المعجزاتِ وصرنا
نهدِّد ، في العمقِ ، محتلَّنا .
وأصبحَت الأرضُ تروي الأساطيرَ عنَّا
وتذكر أفعالنا .
فمَن دلَّنا ، يا انتفاضةُ ، غيرُكِ
أنتِ على الدربِ ، من دلَّنا ؟!
ومَن جاءنا كالشرارة لمَّا
رآنا رماداً ، فأشعلنا .؟
ومَن قال ، غيرُك ، للموتِ : صِرْ
حياةً ، فصار حياةً لنا ؟!
فكيف فعلتِ بنا كلَّ هذا ؟!
وغيَّرْتِها ،
كيفَ ، أحوالَنا ؟! .
***
ثلاثُ سنينَ ، ونحن نموتُ ،
ونرسلُ للموتِ أولادَنا .
ونحميكِ من كل سوءٍ ونعطيكِ ،
أغلى وأفضلَ ما عندنا .
ثلاثُ سنينَ ، ونحن نفجِّرُ ،
في أرذل الناس ، أجسادَنا .
ونصرخُ :
أين الملايينُ أينَ ؟!
وهل تركونا هنا وحدنا .؟!
ندافع عن أمةٍ ما عرفنا :
ترى معنا ، هيَ ،
أم ضدنا ؟!
***
ثلاثُ سنينَ ونحن نَعدُّ الليالي
ونحسب أيامَنا .
ونهتف باسمكِ أن تستمري !
إلى أن نحقق أحلامَنا .
ونصنعَ دولتنا ، رغم أنف الجميعِ ،
وننصرَ إسلامَنا .
وفوق مآذن مسرى النبيِّ محمَّدَ ،
نرفعَ أعلامنا .
فسيري !
لعامٍ جديدٍ ، ومنَّا
خذيها : دمانا وأعوامَنا .