بانتظار البرابرة - خميس

على مهلكم
أيها القادمون لنا من بعيدْ .
أعِدُّوا لنا كل شيءٍ ،
على لهبٍ خافتٍ ، وببطءٍ شديدْ .
فآبارنا لن تجفَّ بغمضة عينٍ ،
ولن تتحول في ليلةٍ وضحاها
جبالُ الجليدْ .
لماءٍ ،
وأنتم لكم سرعةُ الضوءِ حين تجيئونَ ،
كي تُخرجوا الناس غصباً
من النور للظلماتِ ، وكي تستبيحوا
خلال دقائقَ ، عشرينَ عاصمةً " للرشيدْ " .
على مهلكم
أيها القادمون لنا من بعيدْ .
فمن حقكم أن نموت كما تشتهونَ ،
وليس كما نشتهي أو نريدْ .
ومن حقكم أن تكونوا كنار جهنمَّ ،
تحرق ما بين هذا المحيطِ ،
وذاك الخليجِ وتسألُ : هل من مزيدْ .؟!
على مهلكم
أيها القادمون لنا من بعيدْ .
فهذا المكان يرحِّب في أي وقت بكم
وبما تحملون له من وعيدْ .
ويبعث في كل يومٍ إليكم
تحياتِ سادته في البريدْ .
ونحن ،
كما يفعل الوارثون لماضٍ مجيدْ .
نُطِلُّ على أمسنا واثقينَ ،
ونقرأ تاريخنا صفحةً صفحةً ،
ونعد السنينَ ،
فكم من زمانٍ حزينٍ ،
تمخَّض عنه زمانٌ سعيدْ .
ونبقى هنا
بانتظار برابرة العصرِ ،
ماذا سيحدثُ ؟
هل يملكُ القادمونَ الجوابَ الأكيدْ ؟!
أيعرفنا هؤلاءِ ؟ أيعرفنا من يقولُ :
" .. فإما معي أو عليَّ ، اعبدوني ..
أنا ربكم أيها الناسُ ،
والكل عندي عبيدْ ".؟
أيعرف هذا " الإلهُ الجديدُ " ،
إلى أين يأتي ؟
وكم من " صلاحٍ " سيولد فينا ؟
و كم " خالدُ ابنُ الوليدْ " .؟!
أيعرفُ هذا " الإلهُ الجديدْ " ،
إله الحديدْ ؟!
على مهلكم ،
أيها القادمون لنا من بعيدْ .!