اعتراف - خميس

هاأنت منهكُ القوى ، مكسَّرُ الأطرافْ .
ما زلتَ حيث كنتَ والأيام في انصرافْ .
أبحرتَ دون قاربٍ ودونما مجدافْ .
وعدتَ لا مَرجانَ في يديكَ أو أصدافْ .
يا أيها النهر الذي
غدا بلا ضفافْ
ويا فلاةً أقحلتْ
وعمَّها الجفافْ .
هيَّا اعترفْ ..!
فاليوم حان وقت الاعترافْ .
ماذا فعلتَ في سنين عمركَ العجافْ .؟!
وأي ذكرى في القرى
تركتَ ، والأريافْ .؟
ديوانَ شعرٍ ؟ ،
صورةً تزيِّن الغلاف ؟
بعض كلام ٍ ؟
فيه حرفُ الباء مثلُ الكافْ .؟
ولا يساوي مرهماً
في غرفة الإسعافْ .
أو درهماً ، وما له
في السوق من صرَّافْ ..
ـ من قال عنك يا خميسُ ،
" كاملَ الأوصافْ " ؟!
ها أنت تبدو خائفاً ..
ـ وكيف لا أخافْ ؟!
ـ ما كنتَ يوماً هكذا !
ـ أُحِسُّ باختلافْ .
ـ ماذا جرى ؟
ـ أهدافُنا .!
ـ ما بالُها الأهدافْ .؟
ـ من أجلها استشهد من أحبابنا الآلافْ .
وكم حملنا جثثاً
لهم على الأكتافْ .
والدمُّ روَّى أرضنا
فأينه القِطافْ ؟!
لا عدلَ في هذي الحياةِ لا ،
ولا إنصافْ .
والأقوياءُ استعبدوا
والتهموا الضِّعافْ .
ـ لكنها محطةٌ ونقطة انعطافْ .
ولن تكون هذه
نهايةَ المطاف .!