اجعل البرَّ أماناً - خميس

وردةٌ نحنُ ، فخُذْ منا شذانا !
نجمةٌ نحنُ ،
فخذ منا ضيانا .
شعلةٌ نحن فخذ نيرانها
وخذ الجمرة واتركنا دخانا .
نحن برقٌ يخطَف الأبصار فلتأخذْ سَنانا
نحن أفق لا نهائيٌ فخذ منا مدانا
وخذ الأرواح من أرواحنا
والنهرَ والأعناب من جناتنا
والأقحوانا
والشباب الغض من أعمارنا والعنفوانا
يا أخانا ..
يا أبانا ..
يا …
خذ الألقابَ أيضاً كلها والصولجانا
كلَّ شيء خذه لكن
اجعل البر أمانا .!
لا تعرقلنا ..
ولا تتبع خطانا
لا تلاحقنا إلى الشط ودَعْنا
نُلقِ في البحر عصانا
وافتح الباب إلى الريح التي
هبت لتجتاح المكانا .!
فكفانا .
وكفانا .
وكفانا .
فلكم راهنتَ بالأمس على ناسٍ سوانا
وخسرتَ السفحَ والقمحَ ،
ولم تكسب رهانا
لم تشاورنا
ولم تطلب رضا الله ولا حتى رضانا
فتأمَّلْ حالنا اليوم وقلْ لي
كيف بالله ترانا ؟
كم من الذل قد ازددنا
وكم ذقنا هوانا .؟!
واسأل التاريخ واستفتِ الزمانا
هل عهدتَ القائدَ المسلم عبداً وجبانا .؟
ما الذي يجعل للمرء لسانينِ ،
ووجهينِ ،
وقلبين وقد ،
خلق الله له قلباً ووجهاً ولسانا ؟
ولماذا أنت في " حانا ومانا " ؟!
فلتجرِّبنا متى شئت وأينْ .
فبكلتا الحالتينْ .
أنت لن تخسر شيئاً ،
طالما أن التي تجري
على الأرض دمانا .
واقطع الإبهامَ والخنصرَ والبنصرَ والوسطى
ولا تبقِ لنا سبَّابةً في الكفِ ،
إن نحن خذلناكَ ، ولا تبقِ بنانا .
وتذكر قدرة الله الذي
كتب الموت علينا
وبدنيانا ابتلانا .
سوف تمضي .. وإلى حيث مضى
كل من عاش على الأرض وكانا .
فاستغل الفرصة الآنَ ،
ولا تخسر دُعانا .
ربما نأتي على قبرك يوماً
ثم نتلو الفاتحةْ .
ويقول البعض منا
رحم الله فلانـا .!