النسر يأكل قلبي - خميس

في صبحها ومساها
تشكو إلى مولاها
والشوقُ قد نال منها
والشكُّ قد أشقاها
تقولُ : هل خانني أمْ
ضلَّ الطريقَ وتاها ؟!
يا ربِّ سلِّمْ حبيبي
بحق عبدك " طهَ "
فمَنْ يُعيرُ سواهُ
لدمعتي الانتباها ؟
ومَن لقدسي إذا ما
نادت يلبي نداها ؟
كم قال لي : يا حياتي
أنتِ التي أهواها
وأفتديها بروحي
وأفتدي أقصاها
وبانتمائي إليها
وباسمها ، أتباهى
أنتِ التي سَحَرَتْني
بأرضها وسماها
سبحان من قال : كوني
لها ، ومَن سوَّاها
***
مرت عليهِ عقودٌ
لكنَّهُ ما سلاها
مازال منذ صباهُ
يحيا على ذكراها
يقوُل للموت مهلاً
لا تأتِ حتى أراها
النسر يأكل قلبي
والشمس تفغر فاها
والنار تنبع مني
وما سرقتُ لظاها
أموتُ ، أحيا مراراً
والطير تضحكُ : ها ها
وصخرةٌ رُبطت بي
تمشي فأمشي وراها .
وقمةَ الجبل انظُرْ
هناكَ ، ما أعلاها
متى يكون وصولي
ترى ، إلى منتهاها ؟!
وإخوتي تركوني
وحدي وأحنوا الجباها
وأمتي في سباتٍ
لم أدر ماذا دهاها
لم تبق من أمةٍ إلاَّ استيقظت
ما عداها
فدعْ مياهيَ تجري
يا موتُ ، في مجراها
ماذا ستقبضُ ؟! روحي ؟!
أعطيتُها إياها !
سنونُ عمريَ كالبرق
مرَّ عني سناها
المُرُّ منها تولَّى
وظلَّ لي أحلاها
دعني ودعني ودعني
يا موتُ ، كي أحياها
لي زهرةٌ ، أين مني ؟
رحيقُها وشذاها
ولي غدٌ سوف يأتي
بكل ما لا يُضاهى
وموعدٌ مع من لم
ولن أحب سواها
دعني أعيش قليلاً
لعلني ألقاها
دعني أموت شهيداً
هناك فوق ثراها