عربي في روما - راضي صدوق

رحماك لا قلبي ولا وجداني يقوى على الآلام والنسيان
سمراء ما تدرين كيف مواجعي فجرتها وذهلت عن أشجاني
ذكرتني نبض العروبة في دمي ولقد نسيت النبض في أوطاني
سمراء في شفتيك غرغرة الهوى تبكي رحيقا من طيوب جناني
وأرى على الخد الملوح زنبقا مغرورق الأحداق من بستاني
لكأنّ في عينيك فاتحة الهدى مسطورة الآيات من قرآني
ضاقت بنا الدنيا فما من موطئ لخطى معذبة وخطوةِ عانِ
روما ... وإنك فتنة وغواية وأنا الهيام وما لسحرك ثاني
لا أبتغي اللذات عندك والهوى ضاع الشباب وجد في خذلاني
وغدوت كالنسر الجريح معلقا في الريح لا يقوى على الطيران
أنا من قتلت بخنجر من صاحبي ولثمته بمحبة وحنــــــــــان
وعفوت عنه ترفعا وكرامة عفو الكبير عن الصغير الجاني
وأتيت مغتربا إليك فهل ترى ألقى الذي لاقيت من إخواني؟؟
روما أتيتك نازفا وممزقا هل تقبلين بقيتي وهواني؟
الأقربون إليّ قد شربوا دمي فعلام تمتنعين عن غِشياني ؟
! لك ما تبغين فاحتلبي دمي وتفنني ما شئت في حرماني
لكنْ حنانك عزتي وكرامتي هي في يديك وديعتي وكياني
أنا في بلادي ضائع ومضيع شلوٌ صغير ليس في الحسبان
أنا فكرة وقصيدة .. وجريمتي أني أضيئ الدرب للحيران
هم كسروا قلمي لأن قصيدتي في حومة الجلى بألف لسان
روما حنانك جئت مضطرب الخطى أتخوف الأشباح في أوطاني
فإذا التفت إلى اليمين فإنني أخشى الشمال تكون من خواني
وأخاف أعبر في الطريق فربما تتعثر الخطوات بالسجان
وأخاف هذا الزهر ينفخ في الشذى فلرب عطر باح بالكتمان
وأخاف أطيار الفضاء فربما كشفت عن المكنون من ألحاني
وأخاف من ظلي إذا صعد الضحى فلقد يشي بمقاصدي ومكاني
وإذا همست أخاف هسهسة الصدى وأخاف من صمتي وبوح بياني
روما عذرتك لا أمان لفكرة تحيا لمجد الله والإنسان
ديفي كؤوس السم ناقعة الردى فلأشربنَّ مثالثا ومثاني
أدمنت طعم الموت حتى خلتني عنقاء كل قبيلة وزمان ِ