المهزومة - راضي صدوق

هي: أختصر العالمَ في نفسي
وأذيب الحاضر بالأمس
اغضب
مزَق أستار الدنيا
لا يخفق قلبي للريحِ
ولا أطعم تفَاحة خدَي للشمس
***
مزَقت الحرف على صدري
أضحيةً في معبد أسراري....ووجودي
ذوَبت السكَر في جسدي
خبَأت الأفعى في جيدي
والملح تلالٌ ناشفةٌ..في ثغري..في صلب نهودي
فأنا نرجسة عذراءُ تقدَس صورتها
لا تنشق من غير مباخرها عطرا
وأنا عينُ لا تبصر الاً بؤبؤها
وأقطَر دنياكم في جرعة شهوة
أجرعها مغمضة العينين أنانيَة
أفيونا لا يحفر في رأسي
الاَ تاريخي..أحلامي..وخلودي في عين الشمس
***
اغضب
ما أنت سوى جرعة انسانٍ
ينبوع حنانٍ أخضر
أجرعه
أطعمه ملحي غسليناً..ولهيباً مجنوناً أحمر
والسكَر في ذاتي أخزنه....ولذاتي
لا تطمع في قطرة سكَر
مزَق أستار الدنيا
أطعمني قلبك..عمرك..وخلودك
واذبح آلهة الإلهام قرابين غرامي ..وخلودي
خضًب بدماها ثغري وخدودي
لن تطمع في قطرة سكَر
فأنا الدنيا..وأنا التاريخ..أنا الحلم الأكير
--2 --
هو: قدمي في الشمس وخدَك في الطينٍ
قرصٌ من حمأٍ مسنونٍ
مستنقع حقدٍ ومجونٍ
لن أغضب....اني لن أغضب
لن أسفح قلبي وشجوني
الشمس تعانق أحلامي وتقبَل بالنور جبيني
وتخبَيء في صلب قراري
كلماتٍ ومواقدَ من نارٍ
تتفتَح أزهارا وحناناً في ومض عيوني
لن أغضب....لن أغضب
اني صانع أقدارك من قبل التكوينٍ
***
ماذا..؟
ألدمية تجحد صانعَها؟
أللوحة تنكر مبدعَها؟
ما في نكرانك كذبٌ وجديدُ
تاريخك نكرانٌ وجحودُ
لن أغضب....اني لن أغضب
اني أطفأت الجذوةَ في كبدي
بيدي..بيدي
والرعشةُ ما عادت تخفق في قلبي
والحبٌ ؟
هراءٌ..أسدلت الغيبَ على حبَي
فأنا لا أعشق طينا
لا أعشق رجساً ملعونا
الصانع لا يعشق دميتَهٌ
الخالق لا يعبد لوحتهُ
اني لا أعبد من نفسي الاً نفسي
اني أسدلتُ الغيبَ على أمسي
***
يا أفعى
يا ضلعاً من صلب الصدر خلقناهُ
وعبدناهُ
يا قدَراً أملاه اللهُ
ورضيناهً
الشمس أفاقت تغسل آثامَ الماضي وخطاياهُ
ما عدنا نذعن للقدرٍ
عانقنا الشمسَ..تمرَدنا..ثرنا..ورفضناهُ
فلتذهب آثامُ الماضي
كانت تاريخاً قدَرياً..وطويناهُ
*
1964