حكاية غدر - زينب حبش

لماذا تَأخرْتَ يَوْماً عَلَيَ
وكنْتُ أعدُ الثوانيْ
وَأَحْسبُ أنيْ
سأسمعُ أَجراسَ بابي تُغَنيْ
وَأَني
سَألقاكَ بالبابِ
تَرنو إليَ
وتَرْشقُ بالشوقِ في مًُقلتي
ولكن بابي
طواهُ ذهولٌ وصُمت
وَلف غناهُ شحوبٌ وَمَوْتُ
فأَيْنَ ترَاكْ
وَماذا هناكْ
وَماذا عَساهُ يكونُ اعتراكْ
لكي تَتَأخرَ يَوْماً عَلْيَ
لماذا تَأخرْتَ
ماذا جرى ؟‍‍‍‍
لَقَدْ فَرَ من مُقْلتي الصفاءْ
وَغادَرَ دَربْي عَبيرُ الهَناء
وَخَوْفٌ عَنيفٌ بقلبيْ سَرى
وَهمْ يهمِسونْ
لقدْ أخذ اليومَ بعضَ الرجالْ
هنالكَ عندَ الحدودْ
جنودٌ يهود
وتأسرني كلماتُ الحكايَةْ
تراهمْ؟
تراكَ ؟‍
وَأَصرخُ : لا ‍‍‍
فهم يَكذبونْ
فلا أنتَ من هؤلاءِ الرجالْ
ولا أنتَ ..
لا أَنْتَ ممنْ ؟
إلهي
لقدْ شُل فكْريْ
وَما عدْتُ أَدريْ
سوى أنني قاربٌ منْ مُحالْ
يسيرُ ببحرِ ضَياعْ
بدونِ شراعْ
ولا نغمٌ غيرَ تلكَ الحكايةْ
وَأنْ قدْ تأخرتَ يَوْماً عَلي
*
نابلس في 17/8/ 1967م