قراءة في سورة أبي - سلمان فراج

اطالع وجه ابي في َمرَايَا الزمانِ
قويَّ الملامحِ...
جهماً...
رضيَّ الخطى،
مارداً كالزمانْ
يُشرِّعُ شاربَه كالجناحينِ،
يرمقُ كالصقرِ ذلَّ المسافات ترتاع
تَحْتَ خطاهُ،
تنمق فيها يداهُ الامان
ويَهدِرُ كالنَّهرِ عمقاً
وشوقاً،
ويغمرنا بالحنان
وإني أضيعُ مع النَّمطِ الذي يستبيحُ هوايَ،
فأزجي خطايَ،
وألهثُ شوقا اليهِ،
أهزُّ المداخلَ،
أشقى، أعاني ظِلالَهْ،
وأحلُمُ من لَهَفٍ ان أطالَهْ
مضى زمن الانبياء،
مضى زمن الاتقياء،
لقد عمَّروا الدهرَ،
شدوا على الارض شدَّ الرجال
وكان الزمان حَيّياً
وكان المدى ليناً والسماء
وكان غَناء الروابي
وكانوا رَخاء النسيم
وكانوا الصفاء
وكانوا الصلابه، والحر، والبردَ،
كانوا جموح الخيال
ونحن!!...
نهز المداخلْ
ونبحث عن موقع تشتهيه خطانا،
وَيَقْنَعُ فيه السؤالْ
نقوم ونقعد بين الظلال
نُضيِّعُ لوناً...
وَنَنْقُشُ لوناً،
ونبدأ بعثاً نحط عليه،
فتهتز كلُّ المواقعِ تحتَ خطانا
وتعصى المداخلْ
ونبقى عبيدَ المسافات يملأ اعينَنَا
ذوبانُ الرجالِ
ويشرق وجه أبي من زوايا الزمانِ
نديَّ الجبن
رضيَّ الملامح
تهيم على ناظريه معاني الحنين
وِلَيْنٌ المطامحْ
وتهتز من قدميه الدروبُ،
وترتاع من ناظريه الغيوبُ،
يحادي الشروقَ،
ويغزل مَهرَ الحياةِ العتيقَ،
وتهطل من راحتيهِ الطيوبُ،
ويرفل وجه ابي بالحنان
اراه...
اراه يوزعُ حلوى،
يزُفُّ الهدايا
يداعبُ قهوتَه،
يَحتفي بالضيوف،
يجلجل صوتُهُ،
يبعث في البيت انساً
ويغمرنا بالحكايا...
أراه امتداد الطريق
اتساع الحَنَايا...
اراه على شَفَةِ الحقل يغرس...،
يزرع ...
يمسح جبهته ...،
يستظل...،
يغني حماساً...،
يعبيء غِلته في الخلايا
اراه قوياً
اراه ابياً
اراه
فأحلم... لكنْ زماني يُنَكِّرُ حُلْمِي
فالهث كالافعوانِ
وادفع خطوي وراءَ جنون الزمان
وأيِّ زمانْ ..