يوم الأحد - سميح القاسم

((إلى الجنة الحزينة.. و اللقاء الأول..

و شجرة الكرمل ))

***
***

المواعيد سَهتْ عن موعدي
فتشـرّدتُ بتيـه الأبـَدِ

أنكرتْ سود الليالي أرَقي
و جناح الدفء جافي مرقدي

و القتينا صدفةً قِدّيسةً
جمعتْ قلبين يومَ الأحدِ

فغدى يوم المسيح المفتدى
بدءَ تاريخي، و ذكرى مولدي

***
***

حلوتي، يا جنّةً مخزونةً
أنا من قبلُ، بها لم أنشد

طائري ما كان يبني عُشّه
في جِنانِ الحب لو لم توجدي

فاحضنيني.. أدمعاً حائرةً
أقسم الحرمان ألاّ تهتدي

رُوِيتْ منها قلوبٌ جّمّةٌ
و أنا.. منبعُها الثرّ.. الصدي

عانقيني بهجةً ناسكةً
غير أرباب الهوى لم تعبدِ

و خيالاتٍ تجلّت في دُنىً
لم تطُفْ أشباحها في خَلَدِ

عالمٌ للروح طوّفت به
شطه استعصى على كل يد

أنا أهواكِ.. هوىً نيرانُه
اتخذت أحطابها من جسدي

طهّرتْ روحي، و مسّتْ شفتي
فإذا فيها الذي لم يُعهَدِ

قُبَلٌ تسألني عن شفةٍ
لم تنَلْ.. كالوهم في ظنِّ الغد

و حروف يسجد الوحيُ لها
لسوى عاطفتي لم تسجد

يا ابنة الأحلام في غيبوبتي
جسّدي أحلامَ حبي.. جسّدي

المواعيد التي لم نَحْيَها
أمسِ.. نحياها غداً.. في موعدِ