شعبي حَيّ ! - سميح القاسم

كَذَبَ زَعمُ الزاعم أنك صفحة تاريخ مطويّة
خَرَصٌ قول الشانيء إنك مسكون بالموت
حيّ أنت
حي في ساعد عامل
حي في جبهة فلاح
حي في عزم مقاتل
يغزل من أوردة الليل الرابخ أوردة لصباح ..
كذب زعم الزاعم أنّك مسكونٌ بالموت
يا شعبي
حيٌّ حيٌّ أنت ..
يَدُك المرفوعة في وجه الظالم
راية جيل يمضي
و هو يهز الجيل القادم :
" قاومتُ .. فقاوم ! "
صوتُك يا شعبي أغنيتي الشعبيّة
من بيت تمتد إلى بيت
و تزلزل جدران سجون القاتل و السارق
في الرملة .. في المجدل .. في شطَّة
في الدامون و عكا و الجلَمه
و تزلزل جدران "المسكوبية " ..
دمك النازف . يا شعبي . رايتك اللينينيّة
و الأرض بطاقتك الحزبية
و الأرض . . شيوعيّة !
إنهضْ فوق ركام الموت
و لتسمع كل جهات العالم هذا الصوت
يا شعبي الغاضب .. حيّ أنت !
أَقدِمْ يا إعصار الموت الزاحف
أَقدِمْ
لستُ بخائف
أقدم يا إعصار
قد تحني قامتها شجرة
لكن لن تحني قامتها كل الأشجار !
أقدم يا إعصار
و اشهدْ رايتك المنكسِرة
تحت إرادة هذا السد
كتف تسند كتفاً
ويَدٌ راسخةٌ في يد !
أَقدم يا نتن الأزمنة المحتضرة
كي يفهم أعداء الشمس
من نهبوا خيرات الشرق
بزجاجة كوكا كولا
و بربطة عنق
كي يفهم أعداء الشمس
هذا الدرس :
أرتال الدبابات الجرّارة
أقوى منها قصّاصةُ طفل
أسراب الفانتوم ،
مهما كانت عاليةً
أعلى منها خصية طفل
و جيوش العدوان و آلات الحرب الهمجيّة
السافر منها . و الكامن في سوء النية
تقهرها بسمةُ طفل!
و ليفهم كل الجنرالات الحمقى
أن النصر الأكبر
معقود للجنرال الاكبر
اكتوبر !
و ليفهم كل السادة
و كلاب السادة :
مهما طال الليل
نحن نُقصّر عمر الليل
فانهض فوق ركام الموت
يا شعبي حي أنت !
إنهض في دمك النازف ( رايتك اللينينيّة )
في غضب الأرض ( بطاقتك الحزبيّة )
و الأرض ... شيوعيّة !!