سَبْعُ مَضَيْن - خالد أبو حمدية

لا يُعتق الحزنَ في أعماقنا العَبَثُ
وكيف يفرحُ من كلّ الأسىَ وَرِثوا؟

لو غايتي الشعرُ تَشْتي أحرفي بَرَداً
على خدودك حيـنَ الشـوق يَنْبعِثُ

لكنّها الروحُ تحدو جمر أضلعنا
لمــاّ تُساقُ إلى أحزاـها الجُثَـثُ

قد يزهرُ الغصنُ لو مرَ الخريفُ بهِ
أو تُبصِرُ العين لو ناراً بهـا نَفثَوا

فَحَسْبُكِ القلب قد أشغلتهِ زمناً
وهو الوفيّ لِمَنْ يـومـاُ بهِ مكَثوا

ماذا أسوق إلى عينيك من قدري
والعارفون لحـالي في هواكِ رَثوا

سبعٌ مضينَ وما تنهيدةٌ بَرَدتْ
علـى الشّفاهِ ولم يَمْحُ الهوى حَدَثُ

أيامَ كنا تذيبُ الليلَ أنجُمُنا
عند التلاقي ويضرى عشقنا البَثثُ

جنى العواذلُ ما راعيتُ من ثمرٍ
في روضك الغَضّ ما فاضوا ولا حرثوا

زهو المحبين من أوفت خوافقهم
وحارِقُ الحـب من أهولوهُ قد نكثوا

أبصرتُ روحك في روحي معلقةً
أكفانُا دَمُــهـا، وخـافِقي جَدَثُ

هذا غُبارك غَطى طَلْعَ أضلعه
الـوالهـاتِ وآيُ اللوعةِ الشَعَـثُ

فَسّكَةُ الهجر لا تنأى بلهفتها
والهاجرونَ على برق الوصالِ جثوا

لا طيفَ يطرقُ في بيداءِ أعيننا
أجاجةَ الجفــنِ، مـا للفقدِ مكْتَرِثُ

فأولّ العمرِ تجنيهِ الخطى ثمراً
فَجّاً وآخـرهُ يـبـكيهِ مـن لهثوا

ثلْثانِ في الليل ذو سهدِ وذو عَتَمٍ
وجذوة الوجـد في أعماقيَ الثُلُثُ.