صدّقي النار - خالد أبو حمدية

صَدِّقي النار
لو ندَفَت فوق كفيك
ثلجاً ..
ولا تأمني القلبَ
لو غَرِقَت بالندى
راحتيكِ
فَسِحرُ القلوب اجتراء الكلامِ
على ظِلّه
في المعاني
وسحرُ اللهيبِ
حَيا
ومضةٍ
في الرمادْ
صَدِّقي النارَ
لو زَرَعَتْ جمرها
في عيون الرياحِ
ودَلّتْ على الأفقِ
أغصانها
طافحاتٍٍ بما فاض من ثَمرٍ
كالشَرَرْ
صدقي ما يخطّ الأثَرْ
واتركي العين
لو ذَبُلتْ
في
السُّهادْ
صَدِّقي النارَ
لمّا يهاجرُ
بحرٌ إلى غيمةٍ في أقاصي الضلوعِ
وَيخْدشُ
أنفاسَها العاكفاتِ
على خافقِ
من خَزَف
موجةٌ عاقِرٌ
بحرها لا يُحِلُّ
الصَدَفْ
صَدِّقي النارَ
لا الأبيضَ المستباحَ
على مرودِ الكحلِ
-جُرّيهِ-
بين الجفونِ
ثِقي دائماً
بالسَّوادْ
صَدِّقي
ما يقول اللّهبْ
تلك نار
- وما في الضلوعِ
انحِناءٌ
حَطَبْ -
هَيّجت جَذْوةَ الأفقِ
في آخرِ العمرِ
حتى استفاق على لعثماتِ
الطفولةِ
في موجعاتِ الحِدادْ
صَدِّقي كُلَّ شيء
عدا أسطر
غارقاتٍ بزيفِ الرؤىا
ذائباتٍ
على نسمةٍ في النُؤى
صَدّقي العينَ
إن فََجَرَتْ ماءَها
في جحيم الأضالعِ
واستنبتت
زهرة الحرف بين
الأصابع
لما يجافي السطورَ
المِدادْ
صَدِّقي العيدَ
إنْ خطَّ في عتمةِ القلبِ
قوسَ الهلالْ
صَدِّقي لوعةَ القلب
إن أجََّلتْ حزَنها
واستراحت
على بارقٍ في العيونِ
بعيدِ الهوى
والمنال
صَدّقي ما تقول الشفاهْ
حين يأوي الكلام
إلى منتهاهْ
مثلَ قُربٍ
على
أُهبَةِ
الإبتعادْ.