لو أقرأ التفاح - خالد أبو حمدية

محروسةٌ
مِن عينِ حاسِدها
عيونُكِ ..
لا دخانُ بَخُورِها
الرُّقيا ..
ولا الزرقاءُ من خرزاتِها
في الصدر
تنفعُ
فاتركي عينيكِ
ترتقيان
تزدهيانِ
لا تَزِري
- تمائَمَ تعبدُ الأحداق –
وزْرَ الدمعِ
خلّيها تُصلّي إن نَوَتْ
وإن استراحت
فالجفون لها اعتكافْ
.
.
.
تَشْتاقُها؟!
أبداً ..
ولكن أقرأُ الرهفَ المسافِرَ
في ( الكمانِ)
إن استطال القوسُ
فوق رُعونَةِ الأوتارِ
.
.
لا أشتاقها
حتى لو أشتبك النشيدُ
مع النشيجِ ..
تَهجّي الكلماتِ ..
حين تغرغرين كتابةً،
في الغيمِ
لا تتلعثمي
كي تقرأي وشمَ الخُطى
المزروعَ في رمل الشواطئ
والضِّفافْ
مُرٌّ
- على طرف اللسان –
مَسيلُها عين الحقيقة
والثّمارُ المُدّعاةُ
أمَرُّ
حين تَرُدُّنا لخطيئةِ أولى
اكتوى بحروفها التّفاحُ
واكتفت الجوارحُ بانزياحاتِ الكلام
على الظلالِ
بفتنةِ الذنبِ المُعّلق
لَحْظَ ينقشهُ الخيالُ
ولا يلاقي همّةً
تجدُ الجسارةَ
في الجمالِ
والاقترافْ
هو
هكذا
قَصَدَ الحلاوةَ
لم يَجد بُدّاً من الإفصاحِ
حين تكَبّدت عيناهُ
ما جَنَت الحروفُ
فطيّر الأهدابَ ريشاتٍ
تخطّ بأفْقِها
نَدَمَ الخطايا الطافياتِ
كأنّهُ
بدأ الشعائر
قبلَ
يبتدئُ
الطوافْ
أنا أوّلُ التفّاح
هل تتعشقين مواسمي؟
وتفسرين ندى المعاني
العالقاتِ بعتمتي،
وطلاسمي؟
كوني وضوحَ الحرفِ
حينِ تعوقُني أُُمّيّتي
أورحتُ
ألثغ بانتصار الياسمين
على الندى
كم ياسمينك مفردٌ
مذ كان بوحك مفردا
أنا أوّلُ التفاحِ
حين يَشُفُّ عن لهبٍ
وذاك الشهدُ
غايةُ ما يسيل من
اشتفافْ
تحتلنّي الحسراتُ
لا بيتٌ على طول القصيدةِ
لمَّ شاعِرَهُ
ولا استقوى
برَدِّ الريحِ عن شُبّاكِهِ
أو أنّهُ .....
قدحَ الشرار بجمرةِ الكلماتِ
دافئةً تكونُ
وزَمْهَريرُ خيالهِ
بَرْدٌ
وثلجٌ
فاضَ عن حاجاتِ أسطرهِ
ونافْ
هي
حِجةٌ أولى
تُجاه الورد، والنُّوارِ
أكتبها
بمِلءِ صبابتي
عينايَ
تقرأ منتهى كفيك
حين تلوحين على المدى
وتمايلين مع الصدى
لكنّها
لما تُبَسْمِِلُ وَجْنتاكِ
بفطرةِ اللهب المعتقِ
يصطلي
من آنسَ الإشراقَ
في بشر
وشافْ
لو أقرأ التفاحَ
ذاك المبتدا
في الكفّ
كنت أجيزهُ لغوايتي ..
وأقولها
كفّاكِ تشتبكانِ
هل تجدي الأصابعَ
تكتم الأنفاسَ في عرق ارتعاشتها
أتكتبُ دفْقةَ الخلجاتِ
خافقةٌ تخافْ؟
كفّاكِ
اجمل من حياء الفجرِ
حين يصيدهُ العشاقُ مُبْتَلاًّ
على طرف الجفونِ
وينزوي ...
مثل اختفاء الشوق
في علقِ الشغافْ
كَفّاكِ
ترتعشانِ
ريحُ الوجدِ هزّهما
فأمطرتا ...
كما الطوفانُ
تفاحاً عزيزَ الشهدِ
والألوانِ
عِطرياً
تَعدّتهُ المواسمُ
فاستراحَ
بلا
قطاف
كفّاك
آيلتانِ
- في نظري-
لكُلّ
المعجزاتِ
ومحتوى
دنيايَ
يَخنُقُهُ
الجفافْ.