طَلَلُ الكلام - خالد أبو حمدية

قصائد
*
- طلل اللغة
خِفْتُ من لغةٍ
لا تُشكِّل صمتي
إذا أعجزتني رؤايَ
وهَدَّت
ظلالَ المعاني على
أفقها المستباحْ
لغةٌ
لا تزيدُ النخيلَ
شموخاً
إذا ما تجاسَرَ
عنقودُهُ
وادّعى خمرَهُ
في بريقِ العيونِ
ولم ينتبهِ للصباحْ
أحرفٌ لا تواتي
مدارجَها
حبوتي في الطفولةِ
نحو الغيومِ ...
ولكنني
صرتُ نِدّاً لها ..
عندما
صاحبتني
الرياحْ.
- طلل الحبر
الطريق لعينيكِ
ليلٌ
ومحضُ السوادِ بأهدابها
خالصُ السُكْر
لو كفرت نجمةٌ
في الجفونِ
ونامت على الخدّ
دمعتُها الحالكةْ
الطريقُ لعينيك
شجوٌ صموتٌ
وبي حالتانٍ
من الوجدِ
إحداهما
خالطت قاسياتِ العظامِ
وأخرى بأنفاسها
هالكةْ
فامنحي خطوتي
دربها
إذ تبوحينَ
كل الدروبِ إنغلاقٌ
اليكِ
ودربي
على نارها
لم تَزَلْ
سالكةْ.
- طلل البَوح
طَلَّتُها
نرجسةٌ
غافلت الطين،
وشبّتْ بيضاءَ
كما التسبيحُ
على شفةٍ يشغفُها النور
الصافي
كوقار الدانةِ في العقدِ
كإغواء الدرَّةْ
طلّتُها
أجنحةٌ تلعبُ بالريحِ
فتعلو
تندفُ أبيضها
ريشاتٍ
تتناثرُ،
حُرّةْ
طلّتها شهدٌ
في الحلقِ تخّطاه الشمعُ
فسْالَ
وغيبتُها
كالعَلقم
مرّةْ.
- طلل الورق
وجهُها
أوّلُ الغيثِ
قبلَ اختصار الجداولِ
في النبعِ
قبل التفاتِ الندى
للسحابْ
كان وجهي
ولم تتّضحْ صرختي
في الملامحِ بَعْدُ
وحين انتبهتُ
أستفاقت تجاعيدُهُ
وتبدَّى على وجنتيهِ
الخرابْ
صرتُ أبكي على صدرها
راصداً جلَّ عمري البعيدِ
على شيبةٍ
شاخَ فيها الأنينُ
وخَلّىا
على مفرقِ الشعرِ
ما لم يَطُلْهُ
الشبابْ
وجهها
دفْقةُ
نقطةٌ
لا عدمتُ ابتداء القصائِد
فيها
فَخُذْ أيّها الوردُ
شكل الحروفِ
وكُنْ
- حين تمشي الى زهوها –
دفتري
يا ترابْ.
- طلل الخيال
كبرياءُ المحبِّ
انتصافٌ لأشجانِه
حين يَفْري بأضلاعهِ
الشوقُ
لا ينحني قلبهُ
أو يهونْ
عائمٌ
مثل ماء عيوني
وجفني ببحريك أولى
اذا نَشَّفَتْ تحتَ
أهدابهِ
ذكرياتُ الغوالي
وراحت على جمرِها
تستفيقُ العيونْ
أغنياءُ على فقرنا
- يا حبيبة قلبي-
بما نصطفي من غرامٍ
فلا تَسْتقلّي هوانا
كما كنتِ فينا
نكونْ
فقراءٌ
ولكنّنا لو تجور علينا الحياةُ
وترمي بنا ..
فقراءٌ
ولكنّنا طيبونْ.