لوحات - خالد أبو حمدية

إلى الأديب الفنان
محمود عيسى موسى
*
1- هروب
العاقِلُ
يَشرَبُ، يَشْربُ
لا يسْكِرُ
لكن يتألَمْ
العاقِلُ
لما يسْكرُ،
يتَكَلّمْ.
2- رسام
لا يَدُهُ تُلَمَحُ في اللوحةِ
لا أطراف أصابعهِ
لا تُلمَحُ عيناه
لكن يتراءى ظِلُّ الخفق
النازحِ في الألوانِ، وماءُ العين
ولا يخفى بإطار اللوحةِ
مَعناه
ذاك الشَبحُ تناثَرَ
في حدّ الفرشاة، فأغفله الكُلّ
وحين بكى
صفقنا، لكنّ للوحة
أدرك لحظتها الرسام
بأنّا شيعناه.
3- أمنية
كم أنثى،
عرّيت على أرض اللوحةِ، أزهقت ندى شفتيها
كم أنثى
كم أرضاً بوراً قلّبتَ على أيقاع الخفق
ورحتُ بنبض الكفّ اذا أشتعلت
تتلظى
تحرثها
حرثا
كم أنثى رَشَحت من عُمركَ
في الزاوية، السفلى للوحةِ
لحظ تُوَقّعهُا،
كي تهرب دونك
وتفيقَ على صور في الداخِلِ
أحلامٍ
حتى أحلامك لم تشهد بهجتها
أتعبت غوايتها
يا مُتعَبُ، بَحْثا
كم أنثى
سمّيت
وحاكيت
وظلّت امنيةً
كم أنثى
يا حالمُ
كم أنثى.
4- ألوان
أطَلَقها من قفصِ الألوانِ
على رأس الريشةِ
سربَ طيورٍ، مثقلة بالماءِ، ومدّ لها أجنحةً
تَحْتَلُّ سماءَ اللوحة
علّ جناحاً، يفلتُ، يَغْفَل قيد
الألوانِ،
فيعلو، ويَخِفّ
مسكينٌ من يملك بين الأضلاعِ
فؤاداً
يَفْجُرُ في الكّف خيالاتٍ،
ورؤى
مسكين إذ ينسى أن الألوانَ
اذا لفحتها الريحُ
تجِفّ.