هذا الحجازُ وذاك ضالُهْ - ابن معصوم المدني

هذا الحجازُ وذاك ضالُهْ
قد قُلِّصت عنه ظِلالُهْ

ماذا بكاء المستهام
برقمتيه وما سؤاله

إن كان أطعمه الحمى
فاليوم تؤيسه رماله

قد بانَ عنه جَمالُه
وتحملت منه جماله

أين المعاهد والعهود
وأين من مال اعتدالُهْ

لهفي على الرشأ الذي
قد أفلتت منِّي حباله

يصفو ويكدر حبه
فالحب أكدره ملاله

ما إن حلالي وعده
إلا ومرره مطاله

منع الكرى عن ناظري
كيلا يلم بنا خياله

لو أنَّ ما بي من هواه
بيذبلٍ ذابت قلاله

يا ويح قلب قد تفرغ
في هواه به اشتغاله

حملته ما لم يطق
واليوم قد قل احتماله

ولكلِّ خطبٍ حيلة ٌ
والبينُ قلْ لي ما احتيالُه

نعم التجأت بمن أذلَّ

فاليوم لا أخشى الزما
نَ وملجئي يُخشى صِيالُه

مولى ً به نلت المنى
وقضى لي الآمال ماله

وسِعَ الورى إفضالُه
فغدا يعمُّهمُ نوالُه

إن رام نال وإن يقل
فالقول يتبعه فعاله

ليثٌ يهولك صوله

يا أيها المولى الذي
قد أكملَ العَليا كمالُه

وبه زَها روضُ العُلى
والمجدُ قد صحَّ اعتلالُهْ

إنِّي بعفِوكَ واثقٌ
والعفو أكرمه مذاله

فأقِلْ عِثاري إن عثرت
ولا تقلْ ظهرَ اختلالُهْ

فلأنت أكرم من رجوت
وخيرُ من كرُمت خِصالُه

كم نائلٍ أوليتَنِيه
وساغ لي عَذباً زُلالُهْ

بوأتني المجد المؤثل
عندما مُدَّتْ ظِلالُه

فاسْلم ودُم متبوِّئاً
مجداً سما عزاً مناله